اتّسم إنجيل يوحنا بسمات مميزة عن الأناجيل الإزائية الثلاثة، متى ومرقس ولوقا، إذ بدا من سطوره الأولى أنّه يحمل طابعاً لاهوتياً يغلّف سرد المواقف والمعجزات، ويسعى لمواجهة تحدّيات فكرية وعقائدية لم تكن موجودة حين كُتبت الأناجيل الأخرى. هذه الطبيعة المميزة جعلت قراءة إنجيل يوحنا تثير عدداً من التساؤلات لدى القراء والمفسّرين والباحثين واللاهوتيين على مر العصور. واشتملت هذه التساؤلات على تاريخ كتابته ومدى قربه من الحقبة الزمنية التي عاش فيها المسيح. وامتدت التساؤلات لتشمل هوية الكاتب. هل هو يوحنا أم هي وثيقة تخصّ الجماعة التي كانت تتبع يوحنا؟ لكن أهم التساؤلات هي التي تدور حول طبيعة القضايا اللاهوتية التي يثيرها إنجيل يوحنا، والهدف من طرحها ومدى تاثيرها في الإيمان المسيحي. وهذا ما حرص عليه مؤلف الكتاب من طرح هذه الأسئلة وتتبع الأفكار اللاهوتية التي يحملها إنجيل يوحنا، وقراءتها في إطار سياقها التاريخي والمدارس التفسيرية المختلفة على مر العصور لإنجيل يوحنا. ويقدّم أيضاً تفسيراً وافياً لعقيدة المسيح "الكريستولوجي"، وكذلك الشهادة ودلالتها في إنجيل يوحنا وأشكالها، من شهادة يسوع المسيح نفسه، والشهادة الإلهية والبشرية، وشهادة الروح القدس "الباراقليط". كما يهتم المؤلف أيضاً ببحث الظروف التاريخية، ويطرح الأسئلة حول المستهدفين من الكتابة والكاتب وزمن الكتابة، ومدارس تفسير هذا الإنجيل، ومدارس النقد، ورؤية الكنيسة لإنجيل يوحنا، وكذلك رؤية الغنوسيين والجماعات المختلفة لإنجيل يوحنا.
كتاب الفكر اللاهوتي في إنجيل يوحنا بقلم الدكتور القس فهيم عزيز. تقديم الدكتور نبيل فهيم عزيز. المحرر المسؤول ديفيد فيكتور. تصميم الغلاف آن مجدي. من منشورات دار الثقافة - القاهرة.