إنّ حياة المسيح لطالما كانت المركز الذي تدور حوله العديد من الدراسات الكتابية، والتي تحاول أن ترسم صورة أكثر وضوحاً للمجتمع الذي كان يحيا بين ظهرانيه. ولأن الاستعلان الإلهي بدأ - في التجسد - في دائرة يهودية، وفي المجتمع اليهودي في القرن الأول الميلادي، عكف الكثير من الدارسين على تتبع كل التيارات الفكرية والدينية والسياسية والمجتمعية لتلك الحقبة، من أجل فهم أعمق وأكثر تناغماً لرسالة الإنجيل.
تأتي أهمية هذا الكتاب بحسب المؤلف بتوضيح الطوائف اليهودية الفاعلة والمؤثرة في القرن الأول الميلادي. وبالرغم من أن بعض الطوائف لم يأت لها ذكراً في الأناجيل المدونة، إلا أنّ الكاتب تجده يسعى لاقتفاء الأثر الفكري والمجتمعي لهم ما بين سطور الأناجيل. إنّ القارئ للأناجيل يسمع كثيراً عن الفرّيسيين والصدّوقيين، إلا أنّ جماعات كالأسينيين، وحركات كالغيورين وحاملي الخناجر والثيرابيوتا والهيرودسيين لا نجد لهم ذكراً واضحاً. لذا فإنّ الكاتب يجتهد في تتبع تلك الحركات والجماعات ليرصد تأثرها برسالة المسيح وتأثيرها في حركة الكنيسة اللاحقة على حد سواء.
كتاب الطوائف اليهودية في زمن كتابة العهد الجديد تأليف راندال إيه. ويس وترجمة د. عادل زكري. أعدته للنشر سلوى مكين، التدقيق اللغوي د. جرجس يوسف، محرر العمل الأب سارافيم البرموسي. من منشورات سلسلة مدرسة الاسكندرية للدراسات المسيحية.