لا يتحدث القديس يوحنا ذهبي الفم عن الصلاة من جهة أنواعها المتعددة ( صلاة التمجيد، صلاة التوسل ... إلخ)، بقدر ما يتكلم عن هدف أن يستجيب الله صلاتك بأي نوع كانت. ويدور تناوله لهذا الجانب من الصلاة حول داود النبي والمرنّم، وكيف كان يسعى لإرضاء الله حتى يستجيب له. وفي شرحه للمزمور السابع الذي يصفه بأنه ترنيمة شكر الله بعد انتصار داود على ابنه أبشالوم، بعدّد القديس ستة شروط لاستجابة الله لصلواتنا، والتي هي أساس هذه الدراسة، والتي قسّمت هذه الشروط إلى قسمين اثنين: الشرطان الأول والسادس مختصان بالحياة والصلاة كشرطين لاستجابة الصلاة، والشروط من الثاني إلى الخامس مختصة بمضمون الصلاة. فهذه الشروط الستة تحيط بكل نواحي الحياة اليومية، فالشخص المصلي قد يكون مستحقاً لنوال إجابة صلاته فقط حينما يعيش الحياة المصالحة والتقوية. ويحث ذهبي الفم متواتراً قارئه لسلوك هذه الحياة، بحيث إن كل شيء يقوله يهدف من ورائه أن يجذب الإنسان ليكون أكثر التصاقاً بالله وأكثر بعداً عن الخطية. كتاب "الصلاة في مزامير داود النبي" كما شرحها القديس يوحنا ذهبي الفم من إعداد رهبان دير القديس أنبا مقار.