يدرس كتاب الصداقة فرح وحياة من واقعنا الإنساني والروحي موضوع الصداقة من منطلق رغبتنا في التعمق لفهم واقعنا العاطفي، فنستوضح كيف نجد توازننا الداخلي وارتياحنا في مختلف وجوه علاقاتنا ونشاطاتنا. والمهم في هذا هو التدريب للتعرف على مشاعرنا العميقة تجاه الله والناس وتسميتها، ومن ثم استيعابها لتقود حياتنا بوضوح وسلام. ومن منطلق السعي ذاته لفهم واقعنا الإنساني، نطرح على أنفسنا موضوع الصداقة أيضاً، كي نجد طريقاً لتحقيق التوازن بين البحث عن الفعاليّة والمردوديّة التي تعلنهما عالياً الثقافة المحيطة بنا، واللذان يؤثران في فكرنا ونمط اختياراتنا وطريقة تنظيم وقتنا. ينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول: الأول يعرض ما تعنيه الصداقة وأسسها ومقوّماتها، ثم يبين كونها تمثّل طريقاً نحو الله والآخرين، تخلق جماعة وسط المجتمع تنعشها قيمٌ نبيلة. والفصل الثاني على الأزمات والاختلالات التي قد تصيب الصداقة وسبل الحفاظ عليها وعبور مشاكلها وصعوباتها. وفي الفصل الثالث ينطلق من الروحانية الإغناطية كما يعرضها القديس إغناطيوس دي لويولا في كتابه "الرياضات الروحية"، ليوضّح أسس الصداقة بين الرب يسوع وبيننا، ويستكمل المسيرة مع إنجيل يوحنا لنعي سر صداقة يسوع لنا، ومنبعها في علاقة الحب التي تربطه بالآب في الروح القدس. وفي نهاية كل فصل بعض الأسئلة للمساعدة على التعمق الشخصي والمشاركة الجماعية. بقلم الأب نادر ميشيل اليسوعي. من سلسلة "الحياة الروحية" - دار المشرق - لبنان.