في خدمة الانبا بيمن أسقف ملوى وأنصنا والأشمونين، وجد أنّ عدداً ليس بالقليل يخلط بين مفهوم الجسد بمعنى الشخص، وبين الجسد بمعناه الإرادة الشريرة الهابطة. فأعطاه الرب أن يكتب كتاباً عن المسيحية والجسد، لايضاح أن الثنائية التي نقرأها في الكتاب المقدس عن الجسد والروح، ليست ثنائية كيان بل ثنائية إرادة. وعلى نفس النمط يجمع الكتاب المقدس مفهومين لكلمة العالم، فهناك العالم الذي أحبه الله فبذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدبة، وهناك أيضاً العالم الذي يحذّر الرسول المؤمنين منه، ويقول لهم: " لا تحبوا العالم ولا شيئاً مما في العالم". فما معنى أن المؤمن يُلزمه أن يحب العالم ويُلزمه أيضاً ألا يحب العالم؟ فما هو مفهوم ومضمون كل من العالم المحبوب والعالم الشرير، وما هو موقف المؤمن والكنيسة إزاء كل منهما؟ وما هو دور التربية لتنمية وتعميق الاتجاهات السليمة إزاء الرؤية الأرثوذكسية الصحيحة نحو العالم بمفهوميه.