يُعالج القديس صفرونيوس في رسالته هذه مشكلة جوهرية تعترض المؤمن في جهاده الروحي. فهو يحذّر الإخوة المبتدئين من ضربة الخوف، ويرشدهم لكي يميّزوا بين مخافة الله والتي يسميها (خوف المحبة)، وهو الخوف من الابتعاد عن يسوع، وبين أنواع الخوف الأخرى المفسدة والخطرة على الحياة. ثم يصف وسائل التغلب على الخوف والوساوس، ويوضّح لنا محبة الله الفائقة، ويؤكد لنا إنّ من يحاول أن يغرس فكرة ما ضد محبة الله وضد مجد الإنسان في يسوع المسيح فهو، متحالف مع الشيطان. وفي كل فقرة من رسالته يُبين فعل الصليب وكيف أنه يطرد الوساوس، ويجعل التعلق بالصليب هو غاية تفنى معها المخاوف، فيكُف الخوف والقلق عن ملاحقة الإنسان. ثم يختم رسالته بمجموعة من الوصايا عن محبة الله ومحبة الناس، وعن الحياة الجديدة، وسر إتحادنا بالمسيح الذي جعل الخطية عاجزة عن أن تفصلنا عن المسيح. كتاب الخوف - أنواعه وعلاجه في الحياة الروحية الأرثوذكسية من مجموعة كتابات الآباء - من رسائل الأب صفرونيوس وتقديم القمص أنطونيوس أمين (راعي كنيسة مار مرقس بمصر الجديدة).