الخلاص هو الاهتمام الأساسي للأديان كلها، حتى بالنسبة للأديان التي ترى في الإنسان مخلصاً لنفسه. وقد تناولت الأديان فهم الخلاص بطرق مختلفة. ولهذا فكل ديانة يمكن أن توصف - بنوع ما - أنها "طريق " للخلاص، أو " نظرية" عن الخلاص. ولا يناقش هذا الكتاب إن كان يصح أن نضع المسيحية أو ايمان الكتاب المقدس بين الأديان المختلفة، ولكن ما لا بد من ملاحظته أن الكتاب المقدس هو الإعلان عن مواجهة أعمق احتياج للإنسان، ألا وهو الخلاص. ايمان الكتاب المقدس لا يهمه على الإطلاق أن يسأل : من أي شيء يتكوّن الخلاص؟ ولم يوصِ الكتاب المقدس بتوصيات معينة من أجل بلوغ الخلاص، تصوفية كانت هذه التوصيات (مثل الغنوسية مثلاً) ، أم أخلاقية (مثل الكونفوشية)، أم نسكية (مثل الهندوكية). لكن ايمان الكتاب المقدس مهتم بإعلان حقيقة حدوث الخلاص. ومن هنا يختلف عن أية ديانة أخرى من حيث كونه كرازي السمة، أي أنه يبشر بخلاص الله الذي تم. كتاب الخلاص الثمين كما أعلنه الوحي في الكتاب المقدس وكما تحياه الكنيسة المقدسة، عبارة عن مقالات سبق نشرها في مجلة مرقس، أعدّها أحد رهبان برية القديس مقاريوس.