ينبّه المؤلف إلى الفرق الكبير بين التعليم بمفهومه الحديث وبين الخدمة في مفهومها المسيحي الأصيل. فالتعليم ولو كان في الأمور الروحية فهو يختص بتهذيب الفكر، ليتشبع بأسلوب الإنجيل وتدريب الملكات الإبداعية كالألحان والصلاة وتكوين الخبرات والمهارات كالكلام والوعظ وتكديس المعلومات، سواء في التاريخ أو الطقس أو اللاهوت. وأما الخدمة فهي تختص بوعظ النفس وتبكيتها وضبط الغرائز والسيادة عليها، لإطلاق الروح من عبودية الأهواء والنزوات والدخول في حالة توبة نشطة دائمة لتقبل نعمة الله. وهذا بالتالي ينتهي إلى تنازل عن الذات، وتسليم النفس لله، وبلوغ حالة من الصدق في السلوك مع الناس، والأمانة في العبادة لله مع خشوع وتقوى.
يضم كتاب الخدمة ثلاثة أجزاء معاً تحتوي على مقالات تصلح للشباب والخدام من تأليف الأب متى المسكين. يتحدث الجزء الأول عن مقياس الخدمة ومؤهلات الخادم والطاقات المتعلقة بجوهر الخدمة وأمراض المخدومين. ويتحدث الجزء الثاني عن بناء الخادم وعثراته والضرائب المستحقة عليه وأفراحه. أما الجزء الثالث فيتحدث عن التربية الدينية وعن الخدمة وروح المنهج الأرثوذكسي وعن بناء الخادم كنسياً ونفسياً وروحياً وأخلاقياً.