يشير المؤلف في هذا الكتاب إلى الخطأ الفادح الذي تقع فيه " المسيحية الحديثة غير الكتابية"، وهو أنها تَعد الإنسان المسيحي في الكنيسة بحياة مباركة خالية من الألم. يقول المؤلف إنّ الحياة المسيحية المعاصرة كما نراها في كل مكان حولنا قد تحوّلت من حياة إنكار النفس، حمل الصليب والاشتراك في آلام المسيح، إلى حياة تسعى بكل الطرق والوسائل إلى تفادي الألم والهروب منه. هذا الميل وهذه النزعة لتفادي الألم والصراع دفعت بالانسان المسيحي لأن يعيش في هوامش الحياة وسطحيته. في هذا الكتاب يدعو الكاتب د. لاري كراب الكنيسة لأن تدرك أهمية مساعدة الإنسان المسيحي في أن يلقي نظرة طويلة وعميقة على دواخله، وألا يكتفي بالنظرة السطحية. إن هدف الحياة الأول لا ينبغي أن يكون "كيف يحصل المؤمن على البركات"، و"كيف يتفادى الألم"، بل كيف يستطيع أن يقبل الألم ويقهره. وهنا يأتي الدور المهم من قبل الله في تمكين الإنسان المسيحي من قبول الألم والاستفادة منه. ففي قبول الألم يخطو الإنسان خطوة أقرب إلى معرفة نفسه ومعرفة الله. يؤكد الكاتب على أن كثيرين من المؤمنين يعيشون حياة غير راضين فيها عن أنفسهم، ويخافون من مواجهة أنفسهم بحقيقة فشلهم. وفي النهاية يضع الكاتب بعضاً من اقتراحاته للخطوط العريضة في عملية "التغيير من الداخل إلى الخارج"، وكيف يلعب الله دوراً أساسياً في هذه العملية. يمكن للأشخاص قراءة كتاب التغيير من الداخل... البداية - ج1 كما يمكن مناقشته في الجماعات الدراسية، حيث ذيّل الكاتب الجزء الأخير من هذا الكتاب بدليل يعاون على هذا الغرض. ترجمة ادوارد وديع عبد المسيح، تحرير مركز بيت الحياة، تصميم الغلاف ماريان مجدي.