لعلّ هذا السؤال يوجّه إلى كل إنسان: من أنت؟ وما هو الإنسان؟ قد يجيب البعض بأنّ الإنسان هو جسد وروح ونفس. أو قد يجيب البعض بلون من الإتضاع: الإنسان هو تراب ورماد. أو يجيب البعض بأنّ الإنسان مخلوق حي عاقل ناطق حر. على أنّ أحسن إجابة تحمل المعنى الروحي والمعنى اللاهوتي هي أنّ الإنسان صورة الله، شبهه ومثاله، أراد له الله أن يحتفظ بهذه الصورة الإلهية. إن كنت صورة الله، فأنت إنسان بالحقيقة، وإن لم تكن كذلك فلا تكون إنساناً حسب قصد الله، وحكمته في خلقه. هذه الفكرة هي درة الكتاب التي يشعّ بريقها في كل عنصر فيه بحسب المؤلف. الفصل الأول يمهد لهذه الفكرة من خلال الفكر غير المسيحي، سواء بما يقترب إليها أو يبتعد عنها. الفصل الثاني، وهو لب الكتاب، هو الذي يشرحها بالتفصيل معتمداً على الكتاب المقدس كما فهمه وفسّره آباء الكنيسة ومعلموها العظام. أما الفصل الثالث فهو الذي يترجم هذه الفكرة إلى تطبيق وسلوك. كتاب الإنسان - رؤية مسيحية مقارنة تأليف القس بيشوي صدقي. تصميم الغلاف مينا أنطون. من منشورات كنيسة مارمينا بشبرا.