موضوع هذا الكتاب يرجع زمنه إلى القرن السادس عشر، لكونه يخوض في أحد أهم المشكلات التي واجهها العقل الديني في ذلك الوقت، وما زالت قائمة حتى اليوم. ورغم أن هذه المشكلة نشأت وتبلورت وتمذهبت منذ قرون مضت، إلا أن النقاش فيها لم يحسم حتى اليوم. وهذه المشكلة هي: العقيدة بين العقل والإيمان، بين العلني والسرائري، بين الواقع والمأمول، بين المحسوس والمدرك، بين اللذة والسعادة، بين الحاضر والمستقبل، بين الأرض والسماء، بين إحتياجات الإنسان وعطايا الإله.
والموقف إن كان يوماً تمرداً، أصبح اليوم عقيدة، والعقيدة أصبحت مذهب، والمذهب أصبح مؤسسات وكيانات لاهوتية واجتماعية وإدارية هائلة، قد يكون أوان حلحلتها وتفكيكها قد مضى بلا رجعة. فهل ما نكتبه اليوم يُعدّ من باب الترف الخطابي أم من باب الضرورة الإيمانية؟ وهل هو لبنة بنائية في التاريخ البشري أم معولاً هدمياً؟ لذا من آمن باللاهوت إيماناً نظرياً مجرداً من فاعليته الحياتية للإنسان، فقد أصبح هذا اللاهوت لا يتخطى حدود أساطير وخرافات الأولين، ويصبح التجسد أسطورة، والفداء أسطورة، وتصبح حقيقة حياتنا الأبدية في السيد المسيح أسطورة. كتاب الإفخارستيا - معجزاته الكتابية و جدلياته التاريخية من تأليف سمير عياد سعد و ألبير عياد سعد، والغلاف والإخراج بيشوي ماهر.