كلنا معتاد بحسب الدكتور بول تورنييه على تصنيف الناس إلى فئتين: الأقوياء والضعفاء. فهناك من يبدو أنه محكوم عليهم بالهزيمة والانسحاق. وغالباً جداً ما تعرّضوا للضرب في معركة هذا الكون المشتركة لدرجة أنهم يتوقعون دائماً أن يتكرر ذلك، وهو ما يستنزف قواهم. كما أنّ من يعرفونهم يتوقعون ذلك أيضاً، ويجمعون لأنفسهم القوة والضمان من الحقيقة. وحتى الغريب لديه حدس فوري بضعفهم ويعاملهم إما بصورة متعالية أو بعدوانية - وكلا الأسلوبين يتسبب في إهانتهم. على الجانب الآخر، فإنّ نفس الحدس يحذره من قوة الأقوياء، حتى أنه يتبنى ناحيتهم اتجاهاً يؤكد على قوتهم بالخجل أو الخضوع لرغباتهم. الثروة تفضل الأقوياء، كما اعتاد القدماء على القول. في الواقع، الحقائق أكثر تعقيداً: فنحن جميعاً ضعفاء تجاه البعض، وأقوياء تجاه البعض الآخر.
يتحدث تورنييه في كتاب الاقوياء والضعفاء عن علم النفس والإيمان، والقوة الحقيقية الروحية في مقابل القوة النفسية، محاولاً أن يوجد صياغة لتناول معضلة الطبيعة الفطرية الضعيفة والطبيعة الفطرية القوية في الإنسان وردود أفعال كل منهما. ترجمة د.أماني سمير، وحنا يوسف ، مراجعة مشير سمير، ومن منشورات مكتبة دار الكلمة - القاهرة.