تقع الأنقاض المهجورة، المعروفة عند البدو، منذ زمن بعيد، باسم "خربة قمران" على الطرف الشمالي الغربي للبحر الميت. المخطوطات الأصلية التي عُثر عليها في كهوف قمران بين العامين 1956 و 1974 والتي يبلغ عددها تسعمائة مخطوط، غيّرت جذرياً صورة اليهودية القديمة في البحث العلمي. غير أنّ وجود هذه المكتشفات أدّى من جهة أخرى إلى ظهور نظريات عن علاقة الأسانيين - وهي أكبر المنظمات الدينية اليهودية في ذلك الوقت - بيوحنا المعمدان ويسوع والمسيحية الأولى.
ما الذي يخبئه سر قمران؟ بناءً على النتائج الأخيرة التي توصّل إليها العلم، عبر الاطلاع على نصوص قمران كاملة _ ما نشر وما لم ينشر _ يستنتج هارتموت شتيغيمان الحقائق بشكل واضح ومشوّق، واضعاً النصوص في سياقها التاريخي. ما كان الهدف الفعلي لمستوطنة قمران؟ ماذا كان يحدث هناك كل يوم؟ ما الذي كان الأسانيون ينتظرونه؟ وكيف كان تنظيم هذه النخبة اليهودية الدارسة للكتاب المقدس؟ ما هي أسرارهم؟ وكيف نظّموا شعائرهم وطقوسهم؟ هل كان يوحنا المعمدان في الأصل أسانيّاً؟ لماذا اعتبر الأسانيون أنّ يسوع أتى قبل الأوان؟ ما هي خصائص ظهوره وتعليمه؟ هل كان العشاء الرباني والمعمودية من الطقوس الممارسة في قمران قبل ظهور المسيحية بوقت طويل؟
بات من الممكن للمرة الأولى، إعطاء أجوبة أكيدة عن هذه الأسئلة بفضل مكتشفات قمران. يبيّن شتيغيمان أنّ البحث العلمي الجاد قادر على أن يكون أكثر تشويقاً وروعة من كل تنظير حول هذا الموضوع. كتاب الأسانيون، وقمران، ويوحنا المعمدان، ويسوع تعريب الأب خليل شحادة. من منشورات تعاونية النور الأرثوذكسية للنشر والتوزيع.