هذا الكتاب هو خلاصة ما وصل إليه العالم والباحث د. جون إلدر (الذي عاش طويلاً بإيران)، في دراساته وأبحاثه العميقة في علم الآثار، وصِلته بالكتاب المقدس، الأمر الذي استغرق أربعين عاماً كاملة من عمره، قضاها متنقلاً في ربوع الشرق الأدنى، متجولاً في معظم مناطق الآثار التي ورد ذكرها في صفحات هذا الكتاب. والكاتب يبدأ حديثه بالقسم الأول، بعرض شامل لتاريخ "علم الآثار الكتابي"، وأبطال الطليعة الذين مهّدوا له. ثم يدخل بعد ذلك في لبّ الموضوع، فيتحدّث عن الآثار التي تؤيد صدق سفر التكوين، ويخصّص فصولاً عن شعوب الكلدانيين والسومريين، ثم يتحدّث عن يوسف والخروج من أرض مصر، والدول الكنعانية التي عاصرت موسى، ويسّتمر بعد ذلك في قصّته متحدّثاً عن سقوط مملكة يهوذا، ونهاية أمجاد بابل القديمة.
ثم ينتقل إلى القسم الثاني، إلى العهد الجديد، فيتحدّث عن فلسطين كما عاصرها السيد المسيح، وعن مناطق رحلات بولس الرسول، وأخيراً يعرج على سفر الرؤيا، ليلقي أضواء على الظروف التي عاصرتها الكنائس السبع التي أُرسلت إليها رسائل يوحنا، وكيف أن كل كلمة وردت في هذه الرسائل تطابق تمام المطابقة الحالة التي كانت عليها تلك الكنائس، حيث المشاكل التي تعرّضت لها وتأثّرت بها.
ويقدّم الكاتب أيضاً صورة صادقة عن هيئة الأسينيين وتعاليمها، في حديثه عن مخطوطات وادي قمران والبحر الميث، وعن أسفار إشعياء، وتفسير حبقوق، ومزامير الشكر، وكتاب غير معروف، عنوانه " حروب أبناء النور مع أبناء الظلمة". وفي حديثه عن طائفة الأسينيين ، يقارن بين تعاليمهم وبين تعاليم المسيح في الإنجيل، ويظهر لنا بأكثر جلاء الفروق الواضحة بين الإثنين، داحضاً المزاعم التي راجت مؤخراً، حيث ادّعى بعض المتحمّسين للطوائف اليهودية، أن المسيح كان أحد أعضاء طائفة الأسينيين، وأنه استقى تعاليم الإنجيل منها. لذا فإن كتاب الاحجار تتكلم يقدّم الأدلة العلمية، بطريقة مدقّقة، من خلال ما اكتُشف من آثار وحقائق.
ترجم الكتاب عزت زكي وراجعه داود رياض. مراجعة لغوية منصور الجندي. التحرير ملاك نصر. الجمع التصويري والتصميم الداخلي ميشيل جورج. من منشورات دار النشر الأسقفية.