قدّم أحدهم لصديقٍ له بطاقة تحمل هذه العبارة: " الأبدية ! الأبدية اللانهائية! أين ستكون فيها؟"
كانت هذه العبارة كسهم قوي نفذ إلى قلبه، واستمر طول اليوم، بينما هو يباشر عمله، أو يسير في طريقه، أو يتناول طعامه، كأن صوتاً يناديه: "الأبدية ! الأبدية! أين ستكون فيها؟" ولما ذهب إلى الفراش حاول بشتى الطرق أن ينام، لكن النوم طار من عينيه وهو يتذكر القول. وبينما هو على هذه الحال أرشده الله أن يفتح الكتاب المقدس، وكان الفصل من نبؤة إشعياء حيث يقول: "وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا، تأديب سلامنا عليه وبخبره شفينا، كأننا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا". كانت هذه الكلمات هي البلسم الشافي لجراحه الدفينة، فركع وصرخ قائلاً : "اللهم ارحمني أنا الخاطئ" وعندئذ فاض في قلبه سلام الله العجيب. كتيب الأبدية ! أين ستكون فيها؟ تأليف سعد ميخائيل. الكتاب من سلسلة "ينابيع الخلاص".