التاريخ حسب فهم آباء الكنيسة له، هو اكتشاف العمل الكرازي والإيمان الرسولي والخدمة الرعوية وخبرة العبادة والشركة والشهادة والجهاد الروحي. فموضوع التاريخ الكنسي هو عنصر الكنيسة البشرى، وعلم تاريخ الكنيسة يصوّر حياة الكنيسة التاريخية، خلال مصادرها المتنوعة (الكتب المقدسة، القوانين، قرارات المجامع، دساتير الإيمان، الليتورجيات، رسائل الآباء وأقوالهم وفكرهم وتاريخ حياة القديسين وأعمالهم، الأيقونات، الأبنية، الأواني...). ولم تكن نظرة علم الباترولوجي للتاريخ على أنه مجرد سرد أحداث ماضية ميتة، أو تسجيل لوقائع منتهية، لكن التاريخ كعلم كنسي يحيط حياة الكنيسة من كل نواحيها بترتيب متصل ومتواصل، لأن المسيح هو ماضي الكنيسة وحاضرها ومستقبلها.
يُقدَّم هذا البحث كدليل للكتابات التاريخية التي يحتاجها الباحث في دراسة التاريخ الكنسي وفي كل الدراسات الباترولوجية، بالرغم من أن بعض هؤلاء المؤرخين كان له انحرافاته الإيمانية، إلا أنّ أعمالهم ذات قيمة تاريخية هامة. كتاب الآباء المؤرخون - مصادر التاريخ الكنسي ترجمة وإعداد أنطون فهمي جورج (القمص أثناسيوس فهمي جورج). الكتاب من سلسلة علم الباترولوجي "آباء الكنيسة". من منشورات كنيسة مار مرقس والبابا بطرس - الإسكندرية.