مؤلَّف لسيادة المطران بطرس مراياتي، رئيس أساقفة حلب وتوابعها للأرمن الكاثوليك. وهو عصارة ما يزيد على ربع قرن لراعٍ يأبى إلاّ أن يخاطب الضمائر بالمعرفة والإيمان والمحبّة والحكمة.. مقدّراً قيمة الكلمة.. حاملاً مشعل الأمانة لله، وللوطن، وللكنيسة، وللخليقة كلّها.. حتّى في أحلك الأوقات! الكتاب واسع، متعدّد المحاور: روح وحياة، سلام ورحمة، ميلاديّات، فصحيّات. وهو متنوّع الموضوعات، كثير الشواهد والأمثال، وبخاصّة الإنجيليّة منها. المحاور الأربعة وعناوينها (68 عنواناً)، أشبه بروزنامة طقسيّة تمضي بالقارئ كما المرشد الهادي. إنّ كثافة الشواهد الكتابيّة وانتقاءها وتمركزها البديع في السياق... هذا كلّه يجعلك تشعر بأنّك أمام إنجيل بكامله. ولا عجب فمن الكتب الروحيّة الوجدانيّة مَن يشعرك أصحابها بأنّك أمام إنجيل من نوع آخَر: إنجيل الحياة! يصيب المؤلِّف، في مجمل الكتاب وعلى امتداد فِكَره، كبد الحقيقة: إنّنا مسيحيّون مشرقيّون.. باقون ما امتدّ بنا الزمان.. فافعلوا ما شئتم.. وافهموا كيفما شئتم. ويعيد الكتاب، وبكلّ بساطة، جمع وجه المسيحيّ الحقيقيّ، مذكّراً إيّانا بما لنا وما علينا.. جامعاً شذرات كِياننا المنقسم المتهاوي على ما ألمّ به من ظروف. أسلوب الكتاب عالي اللغة ولكنّه يبقى مفهوماً للعامّة إلى جانب المتضلّعين.. إنّه السهل الممتنع! أمّا المضمون فعظات وكلمات كان المطران مراياتي ألقاها في مختلف المناسبات والاحتفالات الدينيّة والرعويّة والاجتماعيّة منذ أن بدأ خدمته الأسقفيّة بحلب (1990)، مع مقالات سواها نُشرت في دوريّات، أو لم تُنشر بعد. يقع الكتاب/السِّفْر في 552 صفحة من القطع دون الوسط (الطبعة الأُولى، أيلول 2018). وهو مجلّد تجليداً فنّيّاً ورقيّاً ملوّناً. أسئلة كثيرة حائرة صاخبة مثقَلة بالشكّ تُطرح عبر السطور، وأجوبة هادئة مطَمْئِنَة مفعَمة بالرجاء تحملها إليك النصوص. "الى من نذهب؟" فعل إيمان، وعهد أكيد للبقاء مع السيّد المسيح. هو إيمان الكنيسة حتّى اليوم، مهما لطمتها نائبات الدهر أو دهمتها عاديات الزمن! الكتاب من منشورات دار نعمان للثقافة.