لقد خلق الله الإنسان بحسب صورته ومثاله، فقد ألبسه رداء منسوج بنور المواهب الإلهية. لكن حين اختار الإنسان بكامل حرّيته أن يبتعد عن الله، تعرّى من رداءه الإلهي، وصار منظره مخجلاً أمام ذاته، حاول أن يستر جسده بأوراق التين، لكن المحاولة بائت بالفشل لأنّ الأوراق سرعان ما يبست وسقطت على الأرض. الله محب البشر لم يترك الإنسان يعاني من حالة الخوف والخجل والاختباء، فصنع له قمصاناً من الجلد، ثم بدأ خطته التدبيرية المعدّة سابقاً لتأهيل الإنسان، وذلك من خلال تجسد الإبن الوحيد الذي أعاد للطبيعة البشرية رداءها الإلهي المفقود مرة ثانية.
هكذا أصبح لدى كل إنسان إمكانية إستعادة الرداء الإلهي عن طريق الكنيسة التي هي بمثابة المعمل الروحي، الذي يقوم بتسليم الثوب الإلهي له في المعمودية بالماء والروح القدس. فبالإيمان بالمسيح والدخول إلى الكنيسة، نعتمد ونلبس الثوب الإلهي، ويكون علينا أن نحافظ عليه ناصعاً وخالياً من أي شائبة، والتواجد في وسط الجماعة الكنسيّة حيث دم المسيح يطهّرنا من كل خطيّة، إلى أن نلبس هذا الثوب في كماله وملئه في الدهر الآتي. فنحن بإرادتنا نحدد حالة الثوب الذي نرتديه في الدهر الآتي، هل هو منيراً أم مظلماً؟ فالأمر متوقفاً علينا! كتاب استعادة الرداء النوراني (من منظور تدبير الله لخلاص الإنسان) بقلم د. جورج عوض ابراهيم ومن منشوراته.