منذ القرن الرابع وشخصية اوريجينوس تحظى باهتمام كبير في الكنيسة، فالقديس غريغوريوس صانع العجائب يسميه "معلم الكتب المقدسة الأول" والقديس جيروم يرى فيه مثالاً يحتذى به. وأثر اوريجينوس واضح في مجالات عديدة مثل محاولة الصلح بين التفسيرين الحرفي والرمزي للأسفار، واعتباره من الممهدين لظهور الرهبنة بما كتب عن علاقة الحب بين النفس وعريسها المسيح وكلامه عن الصلاة. وهو أيضاً المقتني للأخلاق الإنجيلية. قليلون هم الذين شرحوا هذا السفر في تقليد الكنيسة. أوريجينوس يهدف في عظاته إلى أن يقيم السامع من كسله وإهماله ويلهمه بأفكار سامية لكي يقوده إلى الله بالتوبة أي أنّ هدف تفسير اوريجينوس هو الرعاية، وخلاص النفوس وبنيانها. العظات على سفر العدد تقدم لنا مفتاح روحانية أوريجينوس. السفر هو سفر الصحراء والهجرة والترحال، وقد صار هذا السفر عند أوريجينوس هو أتون التجارب والتنقية للمرور من درجة روحية إلى درجة أعلى فهو سفر المسيرة نحو الله. الأربعة عشر عظة في هذا الكتاب من ترجمة المتنيح القس برسوم عوض، ومراجعة الدكتور نصحي عبد الشهيد.