هل يبدو أنه بالكاد يمكن أن يكون الكتاب المقدس العبري لا يزال ذا صلة بهذا العالم. فالعهد القديم (بما في ذلك الأبوكريفا) هو مجموعة من الكتابات دوّنها كُتّاب عديدون، ودُوّن خلال فترة تزيد على الألف عام (حوالي 1200 - 100ق.م). ويحتوي على مجموعة قواعد ونواميس، وتقارير تاريخية، وقصائد شعرية، ونبؤات، وجزء أكبر من الأدب أنتجه العبرانيون خلال الـ 1100 عام. ولقد دُونت هذه الأسفار في بلد صغير على مفترق طرق ما بين أفريقيا وآسيا، لأناس يعيشون في مجتمع لا يشابه مجتمعاتنا ثقافياً أو اجتماعياً. ونحن نعلم بالطبع، أن الكتاب المقدس العبري يُعد واحداً من مصادر الوحي الرئيسية ليس فقط لليهودية بل وأيضاً للمسيحية والإسلام، وبالتالي أثّرت هذه الكتابات بعمق على التطور الثقافي في أوروبا وأمريكا والشرق الأدنى. ومع ذلك فإنه اليوم ليس أكثر من مجرد صوت محترم من الماضي بين اليهود والمسيحيين. كتاب " ان تصيروا الهة" هو تفسير إشعاعي للعهد القديم وتقاليده. بقلم إريك فروم. ترجمة سليم اسكندر حنا.