إنّ الغرض الرئيسي من دراسة الأديان هو تحديد العناصر الأساسية التي يقوم عليها كل دين منها والدور الذي تمثّله في الحياة الروحية للذين يعتنقونها. وقد بدت الأديان خلال تاريخ البشرية الطويل بمظاهر شتى، وتطورت خلال العصور تحت تأثير عوامل مختلفة، منها ما يعود إلى تطور الفكر البشري ومنها ما يرجع إلى العناصر الغريبة التي تسربت إليها. ولكنها كلها تسعى إلى تحديد علاقات الكائن الإنساني العاجز عن بلوغ السعادة في هذا العالم، بعالم آخر، يؤمن له من أسبابها ما ضنّ به عليه العالم الذي يعيش فيه. ومن يحاول دراسة الحضارات الشرقية، والديانات التي نشأت فيها، وتحليلها تحليلاً دقيقاً يبدو له هذا التوق الإنساني إلى حياة أفضل، كما يتبين أن الهند والصين عرفتا نوعاً من التفكير، قد يحيّر لما فيه من غرابة إذا ما قارنّاه بالحضارة الغربية، ولكنّه رفع شعوب هذين البلدين إلى حياة فكرية وروحية قد تفوق كل ما وصلت إليه الحضارة اليونانية والحضارات المتحدرة منها. يتحدث كتاب اناشيد من ديانات الشرق القديمة عن البرهمانية والبوذية وعن الديانات الصينية. الكتاب من سلسلة "التراث الروحي" عرّبه وقدّم له وعلّق عليه جورج يونس. من منشورات دار المشرق - بيروت.