لقد بذل الباحث بيرجر جيرهاردسن جهداً هائلاً وإبداعاً عظيماً لأجل تمكيننا قدر المستطاع من توضيح الحقيقة التاريخية عن يسوع الناصري. فهل تُوفّر المصادر وقبل كل شي الأناجيل الثلاثة الأولى صورة موثوقة إلى حد ما عن يسوع. ومن هو يسوع، وما الذي أعلنه، وماذا صنع، وماذا كان مصيره أو نهايته؟
عمل العلماء على هذه الأسئلة خلال القرن التاسع عشر أولاً من خلال طريقة النقد الأدبي، وقد سعوا إلى ترسيخ أقدم المعلومات في الأناجيل عن طريق الوصول إلى المصادر الأدبية التي استند عليها الإنجيليون. غير أنهم تدريجياً بدأوا في إدراك أن هذا لن يؤدي إلى النتائج المرجوة، لأنه من الواضح أن هناك فترة من التقاليد الشفهية التي تقع بين خدمة يسوع وأقدم السجلات المكتوبة. فما الذي حدث لهذه الذكريات خلال فترة هذه التقاليد الشفهية؟
إنّ موضوع كتاب اصول تقاليد الانجيل هو أصل مادة الإنجيل (النص) وتاريخ انتقاله، أو بعبارة أخرى، ما هو قبل تاريخ الأناجيل المكتوبة (لا سيما الأناجيل الإزائية)، ويتكوّن الكتاب من سلسلة من المحاضرات. ترجمة بيشوي جرجس. تصمبم الغلاف موريس وهيب ومن منشورات دار الشرق المسيحي.