يقدم الكتاب الذي بين يديك موضوعًا ندر الكتابة فيه، لأنه يحتاج لبحث طويل وعميق ومتخصص. وهذا بالضبط ما يقدمه هذا الكتاب. إن دراسة اخلاقيات العهد القديم ليست دراسة ثانوية لنا. لأن بدراستنا لأسلوب الحياة الذي قام الله بتصميمه ليعيش فيه شعبه في العهد القديم، يُعبّر عن شخصية هذا الإله. وبالتالي يرينا منظومة الأخلاقيات التي يريد الله منا، (الكنيسة) هنا والآن: أن نعيش طبقًا لها، حتى نكون نوراً وملحاً للعالم. يقدم الكتاب الذي بين يديك بحثاً لاهوتياً شديد العمق والأكاديمية في منظومة أخلاقيات العهد القديم داخل سياقها التاريخي والأدبي والثقافي. الكاتب بذل قصارى جهده ليقدم دراسة متكاملة تشمل كل الجوانب الاجتماعية في أخلاقيات العهد القديم وأيضاً الجوانب الشخصية داخل سياقها. مبيناً منظومة القيم التي من خلالها قدّس الله شعبه ليكون مثالاً ونموذجاً لباقي الأمم. وقد قام الكاتب كريستوفر ج. هـ. رايت بتطبيق ما تمّ استخلاصه علينا هنا والآن داخل سياقنا الذي بالطبع قد اختلف تماماً عن سياق العهد القديم. ما أنت بصدد قراءته ليس كتاباً عادياً، بل دراسة لاهوتية فريدة من نوعها. ترجمة فينيس نقولا.