يتناول هذا البحث دراسة تحليلية لعبارتين وردتا بموضعين مختلفين من كتاب العهد الجديد، بشكل يختلف قليلاً عن بعضهما البعض رغم تناولهما لنفس الموضوع تقريباً. العبارة الأولى (مت25:34) والتانية (يو14:2). تُبيّن العبارة الأولى أن الملكوت الأبدي قد أُعد للأبرار بواسطة الآب قبل تأسيس العالم، بينما أوضحت العبارة الثانية أن الملكوت الذي سيكون موضع الأبرار، سيُعدّه السيد المسيح بعد قيامته وصعوده عن التلاميذ إلى السماء! ومنعاً للشك لدى الكثيرين، شرح الراهب مكاري الأنبا مكاريوس في كتاب من الذي يعد الملكوت للمؤمنين : الآب أم الإبن؟ هذا الاختلاف من الناحية اللغوية والآبائية والمنطقية للآيتين، ثم انتقل إلى نقطة تمسّ الجانب العقيدي، ألا وهي بيان وتأكيد حقيقة وحدة الجوهر الإلهي للآب والإبن، بالإضافة الى وحدة الإرادة والمشيئة بينهما وذلك من خلال الدراسة التحليلية لعبارتيّ هذا البحث.