في هذا الأحد نقف أمام حدث جلل وعظيم هو "تجسد الكلمة" أو دخول كلمة الله الأزلي وغير المحدود بمكان أو زمان في
في هذا الأحد نقف أمام حدث جلل وعظيم هو “تجسد الكلمة” أو دخول كلمة الله الأزلي وغير المحدود بمكان أو زمان في نطاق الزمان والمكان المخلوقين وذلك بسبب المحبة الإلهية ورغبةً في إنقاذ العالم من الفساد والعودة به إلى مساره الأول الذي أفسدته الكبرياء والشك وعصيان الوصية.
اليوم نقف لنتأمل في كلمات الرسول بولس الذي لخص سر التجسد في رسالته الى أهل غلاطية عندما تحدث عن زمن التجسد (ملء الزمان) وعن كيفية التجسد (الله أرسل ابنه ليتجسد من امرأة تحت الناموس أي ليصير إنسانا كاملا كما هو كامل في لاهوته ومشابها لنا في كل شيء ما عدا الخطيئة) وهدف التجسد (عملية الفداء) ونتيجة التجسد (التبني الإلهي الذي نلناه كمؤمنين بالرب يسوع إذ صرنا أبناء لله بالتبني وأخوة للرب يسوع بالنعمة).
لاشك أن هذا اليوم يدعونا لنتوقف قليلا أمام حدث البشارة ولاسيما موقف العذراء مريم “الممتلئة نعمةً” تجاه هذا الحدث العظيم، فهي التي “عكست الموازين” إن جاز لنا القول. فبمقابل الكبرياء البشرية رأينا تواضعها، إذ هي “أمة الرب”، وتجاه الشك الذي عاشه أبوانا الأولان بمشورة الحية، رأينا إيمانها بكلام الملاك كبرئيل، وبمقابل المعصية والتمرد على الوصية الإلهية رأينا خضوعا للمشيئة الإلهية “ليكن لي حسب قولك”، فلنطوّب إذن أيها الأحباء تلك التي تواضعت وآمنت أن “يتم ما قيل لها من قبل الرب” (لوقا ١، ٤٥).
فلتكن صلاة وشفاعة السيدة العذراء مريم معنا جميعا وأصلي إلى الرب أن يعطينا دائما أياما مليئة بالخير والبركة ومواسم ميلادية مقدسة نعيش فيها بركة الميلاد والرب يحفظكم ويبارككم جميعا أيها الأصدقاء الأعزاء…
يوم حاد بشابو بريخو لكولخون
يوم أحد مبارك للجميع