الولادة: –
الوفاة: –
كان هذا الأب قساً على مدينة أسكالون، وهي من أقدم المدن في العالم، كان بها هيكل آلهة الجمال عند الإغريق. وكانت موطناً لهيرودس الكبير، وقد خُربت تماماً في عام 1270م. كانت هذه المدينة مملوءة فساداً، وكان يجاهد بكل قلبه لكي يختبر سكان المدينة حياة العفة والطهارة. روى لهم الكثير من القصص عن حياة الطهارة، نذكر منها القصة التالية:
اقترض أحد التجار من أصدقائه مالاً ليتاجر به، وفي رحلته البحرية هبت عاصفة قوية ففقد كل بضاعته ونجا بنفسه. إذ رجع إلي المدينة أمسكه الدائنون وطالبوه بتسديد الدين، وإذ لم يكن لديه ما يسدد به الديون استولوا علي بيته وألقوه في السجن، وكان يشكر اللَّه على الضيقة التي حلت به.
صارت زوجته تتسول، وإذ أراد عدو الخير أن يجربهما بثّ في أحد أغنياء المدينة روح الشهوة نحو الزوجة، فطلب منها أن يمارس معها الخطية علي أن يوفي لها جزءاً كبيراً من الديون. إذ سمعت الزوجة ذلك هربت للحال، وذهبت إلي زوجها في السجن. رآها الزوج حزينة ومنكسرة النفس فظن أنها مرة النفس بسبب ما حلّ بهما. أما هي فأخبرته بأنها تقبل كل ضيقة بشكر من يد اللَّه، لكن ما أحزنها هو محاولة أحد الأغنياء أن يغويها على الخطية. جلسا سوياً يتعزيان بكلام اللَّه وودعا بعضهما البعض. قال لها الزوج: “لي رجاء في إلهنا أنه لن يهملنا أو يتركنا أبداً”. والعجيب أن أحد المسجونين تقدم إلى هذا التاجر السجين وقال له: “لقد سمعت ما قالته لك زوجتك”.
وأظهر كيف أنه تأثر جداً بتقديرها لحياة الطهارة مهما يكن الثمن. ثم أخبره كيف تأثر بما لمسه من تعزياتهما بكلمة اللَّه وصلاتهما معاً، لذا قرر حياة التوبة والرجوع إلى اللَّه قبل مغادرة هذا العالم. أكمل السجين حديثه وقال له أنه يعلم أنه بعد أيام قليلة سيُحكم عليه بالموت، فطلب منه أن يخبر زوجته بأنه قد دفن جزءاً من ثروته في مكان معين ورجاه أن تنقب الموضع وتدفع خمسين ديناراً لشخص كان قد سرقه منه وأن تسدد بالباقي ما عليهما ليخرج من السجن ويصلّيا من أجله. علق الأب يوسف علي هذه القصة مظهراً بركة الطهارة والتمسك بوعود اللَّه.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت