الولادة: –
الوفاة: 337
المعترف هو أسقف بيرويا Berrhoea في سوريا، ثم بعد ذلك أسقف إنطاكية من سنة 324 إلى سنة 331م، ويُلَقِّبه ثيؤدوروت Theodoret “الكبير”، إذ كان من أوائل وأشد خصوم الأريوسية، وتَمَيَّز بفصاحته وتعاليمه وفضائله. تكلم عنه أثناسيوس كرفيق عمل وجهاد، وأيضاً كرفيق ألم ومعاناة من أجل الإيمان المستقيم.
كان يوستاثيوس من أهل صيدا Side في بمفيلية Pamphylia، ولا نعلم عن حياته الأولى شيء سوى أن أثناسيوس قد لقَّبه عدة مرات بـ “المعترف”، مما يدل على أنه قد عُذِّب من أجل الإيمان المسيحي أيام اضطهاد دقلديانوس. أقيم أسقفاً على بيرويا، وأثناء جلوسه اشتهر كرسي المدينة حتى أرسل إليه ألكسندروس بابا الإسكندرية صورة من رسالته التي كتبها لألكسندروس أسقف القسطنطينية حول موضوع أريوس وهرطقته.
انتقاله من بيرويا إلى إنطاكية
تاريخ انتقاله من بيرويا إلى إنطاكية غير مؤَكّد، إلا أن ثيؤدوروت يذكر أن هذا قد تم قبل مجمع نيقية وأنه جلس في المجمع كأسقف لإنطاكية، وأن ترشيحه لهذا الكرسي جاء بناء على رغبة الأساقفة والكهنة والشعب المؤمن في المدينة وضواحيها.
قَبِل يوستاثيوس المسئولية الثقيلة بترددٍ، كما لو كان متوقعاً المشاكل التي ستأتي عليه بعد ذلك. في مجمع نيقية كان جلوس يوستاثيوس في أوائل الكراسي إن لم يكن أولها على الإطلاق.
بعد عودته إلى إنطاكية عمل يوستاثيوس بكل قوته على محاربة البدعة الجديدة، فكان يعزل من الإكليروس كل من يشك في اعتناقه لها وبثبات يرفض إعادة المشكوك في توبتهم. كان ضمن من رفض استقبالهم من بين الإكليروس اسطفانوس Stephen وليونتيوس Leontius ويودوكسيوس Eudoxius (الذي خَلَفه على كرسي إنطاكية بعد عزله) وجرجس من لاودوكية George of Laodicea وثيؤدوسيوس من طرابلس Theodosius of Tripolis ويوستاثيوس من سبسطية Eustathius of Sebaste. بالإضافة إلى ذلك كان يتخذ كل فرصة سواء في كتاباته أو في عظاته ليعلن إيمان نيقية، ويوضح اتفاقه مع الكتاب المقدس.
اضطراب العلاقة بين يوستاثيوس واليوسابيوسين
ربما يرجع اضطراب العلاقة بين يوستاثيوس واليوسابيوسين two Eusebii إلى زمن مجمع نيقية، ففي هذا المجمع شعر يوسابيوس القيصري ويوستاثيوس أنهما متنافِسان في رأيهما اللاهوتي بالإضافة إلى التقَرُّب من الإمبراطور، فصعود أحدهما كان يعني هبوط الآخر. كان يوسابيوس يتميز بتفوق شخصي ورسمي على منافسه، كما أنه اعتمد على تأييد جيرانه الأساقفة وبالذات سميّه يوسابيوس النيقوميدي الذي كان هو الآخر يعاني من قوة يوستاثيوس وتأثيره.
نفيه بمؤامرة من اليوسابيوسين
استطاع الاثنان عقد مجمع مع أتباعِهما في إنطاكية دبَّرا فيه بعض شهود زور يتهمون فيه يوستاثيوس ببعض الجرائم، بالإضافة إلى اتهامه بالهرطقة وسوء استخدام سلطته، وحكما عليه بالعزل. أثار هذا القرار أهل إنطاكية الذين أحبوا أسقفهم وأَجَلّوه، فحملوا أسلحتهم دفاعاً عنه، وكان يقودهم في هذا بعض الرجال الرسميين ونواب الشعب، وشجعوا يوستاثيوس على رفض إطاعة هذا الحكم الظالم. نُقِلت إلى الإمبراطور قسطنطين أخبار اضطرابات إنطاكية مع تضخيم لدور يوستاثيوس فيها، وبدورهم عمل أعداء الأسقف على تسميم عقل الإمبراطور بأنه سمح بانتشار شائعات تَمُس هيلانة والدة الإمبراطور.
تحدد مصير يوستاثيوس، فحمل أحد الولاة – يُعتَقَد أنه ستراتيجوس موسونيانوس Strategus Musonianus – أوامر الإمبراطور بتنفيذ قرارات المجمع، وقدم يوستاثيوس مَثَلاً في الخضوع للرئاسات، فترك إنطاكية بدون مقاومة مصحوباً بعدد كبير من الإكليروس. ويقال أنه نُفِي إلى فيلبي Philippi، حيث تنيّح هناك سنة 337م. ويقال أن تاريخ نفيه كان في نهاية سنة 330م أو أوائل 331م. أعيد جسده إلى إنطاكية بواسطة كالانديو Calandio أسقف المدينة في ذلك الوقت، وبسماح من الإمبراطور زينون Zeno حيث استقبله الشعب بكل تقدير وتكريم، وكان ذلك في سنة 482م.
كتاباته
تميز يوستاثيوس بكثرة كتاباته، وامتدحه الكثير من معاصريه بسبب عذوبة أسلوبه ولغته، بالإضافة إلى معرفته بالكتب المقدسة والوصول إلى المعاني السليمة. لم يصلنا من كتاباته الكثيرة إلا كتاب واحد فقط، فيه يهاجم رأي أوريجينوس أن العرَّافة قد استحضرت روح صموئيل النبي. بَقِيَت أجزاء متفرقة من بقية كتاباته، منها ثمانية كتب ضد الأريوسيين.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت