الولادة: –
الوفاة: 371
سيامته أسقفاً
وُلِد بجزيرة سردينيا Sardinia، ويُقال أن والده قد تنيّح في القيود من أجل الإيمان، فأخذته أمه بعد ترملها مع أخته وهما بعد طفلين إلى روما، حيث تربى يوسابيوس ورُسِم قارئاً للإنجيل. استُدعِي يوسابيوس إلى فيرسيللي في بيدمونت Piedmont، وقد خدم تلك الكنيسة بكل أمانة حتى اختير بواسطة الكاهن والشعب ليدبر أمورها، فكان أول أسقف للمدينة.
بين النظام الديري والكهنوت
يقول القديس أمبروسيوس أن يوسابيوس هو أول من وحَّد بين النظام الديري والكهنوت في الغرب. فكان يحيا مع كهنته حياة الشركة وسط المجتمع. ورأى يوسابيوس أن أفضل وأقوى وسيلة للخدمة الفعالة ولتقديس الشعب هو الكاهن الذي يستطيع أن يؤثر بفضيلته وتقواه وغيرته، وقد نجح جداً في ذلك حتى أن الكنائس الأخرى طلبت تعاليمه ونظامه لتطبيقها.
فتخرَّج من مدرسته العديد من الإكليروس الذين كانوا مصابيح مضيئة في كنيسة الله. وفي نفس الوقت كان حريصاً جداً على تعليم شعبه بنفسه مدفوعاً بقوة الحق الذي كان يعظ به. وبسبب بره ورقة مسلكه تشجع الكثير من الخطاة لكي يتوبوا ويغيروا مسلكهم وحياتهم.
مجمع ميلان سنة 355م
في سنة 354م استُدعِي للخدمة العامة بالكنيسة واستمر لمدة عشر سنوات شاهداً للإيمان المستقيم. ففي تلك السنة أوفد أسقف روما ليبريوس Liberius القديس يوسابيوس مع لوسيفر من كاجلياري Lucifer of Cagliari ليرجو الإمبراطور قسطنطيوس Constantius أن يعقد مجمعاً ليسعى في إنهاء الخلاف بين الكنيسة الجامعة والأريوسيين. وبالفعل وافق الإمبراطور وعقد المجمع في ميلان سنة 355م. وإذ رأى يوسابيوس أن القرارات سوف يفرضها الأريوسيون بقوتهم رغم أن عدد الأساقفة غير الأريوسيين كان أكبر رفض الذهاب إلى أن أجبره قسطنطيوس بنفسه.
وحين طُلِب من الأساقفة التوقيع على قرار بحرم القديس أثناسيوس رفض يوسابيوس، وعِوَض ذلك أصر أن يوقع المجتمعون على قرارات مجمع نيقية معلنين قبولها قبل النظر في قضية أثناسيوس. استتبع ذلك الكثير من الضجة والاضطراب. استدعى الإمبراطور القديس يوسابيوس والقديس ديونيسيوس من ميلان St. Dionysius of Milan ولوسيفر من كاجلياري ليجبرهم على حرم أثناسيوس. أصروا على براءته وعدم إدانته دون الاستماع إليه، منادين بعدم استخدام القوة للتأثير على القرارات الكنسية. ثار الإمبراطور وهدد بقتلهم، ولكنه اكتفى بنفيهم.
في المنفى
أول مكان يُنفَى فيه يوسابيوس هو سكيثوبوليس Scythopolis (بيسان Beisan) في فلسطين، حيث كان باتروفيلُس Patrophilus الأسقف الأريوسي مسئولاً عنه. وقد تعزى بزيارات القديس إبيفانيوس Epiphanius وآخرين، بالإضافة إلى وصول مندوبين عن كنيسته في فيرسيللي بأموال لإعاشته، ولكنه تحمَّل الكثير من التعذيب على يد الأريوسيين. فقد جرّوه في الشوارع نصف عارٍ، ثم حبسوه في حجرة صغيرة وعذبوه لمدة أربعة أيام بكل صنوف الإزعاج، ومنعوا الشمامسة من رؤيته، ثم جاءوا إليه مقتحمين مسكنه وجرّوه خارجاً وسلبوا كل حاجياته ونهبوا إمداداته. بعد ذلك نقلوه من سكيثوبوليس إلى كبادوكيا، وبعدها بفترة إلى طيبة Thebaid العليا بمصر، ومازال يوجد خطاب كان قد كتبه من هناك إلى غريغوريوس أسقف إلفيرا Gregory of Elvira مادحاً ثباته أمام الذين تركوا إيمان الكنيسة.
عودة القديس يوسابيوس إلى فيرسيللي
عندما توفي قسطنطيوس سنة 361م أعطى جوليان الإذن للأساقفة بالعودة إلى كراسيهم، فجاء القديس يوسابيوس إلى الإسكندرية للاتفاق وترتيب كل الإجراءات مع القديس أثناسيوس على تطبيق علاجات ناجحة لكل أخطاء الكنيسة. وقد اشترك في مجمع كنسي هناك، ثم ذهب إلى إنطاكية ليضع في حيز التنفيذ رغبة المجمع في أن يعترف بالقديس ميليتيوس Meletius كأسقف.
ثم سافر إلى الشرق من خلال ألليركوم Illyricum مثبتاً إيمان المزعزعين ومستعيداً للشاردين. وفي إيطاليا تقابل القديس يوسابيوس مع القديس هيلاري أسقف بواتييه St. Hilary of Poitiers حيث عمل الاثنان على مقاومة جماعة أوكسنتيوس Auxentius الأريوسية بميلان.
بعودة القديس يوسابيوس إلى فيرسيللي بعد غيابه الطويل خلعت المدينة لباس الحزن، ولكننا لا نعلم شيئاً عن أعوامه الأخيرة. تنيّح في أول أغسطس سنة 371م، ويشار إليه كشهيد بسبب كثرة معاناته التي تحملها من أجل الإيمان. والقديس يوسابيوس هو واحد من العديدين الذين اشتركوا في وضع قانون الإيمان المسيحي.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت