الولادة: –
الوفاة: 1959
كان من مواليد بلدة أشنين النصارى (ما بين بني سويف ومغاغة)، وبعد أن أتمَّ دراسته الابتدائية والثانوية التحق بالإكليريكية، لأن قلبه كان ملتهباً بحب كنيسته. فعاش بالفعل أصوامها وصلواتها وطقوسها وتهلّل بأعيادها، ثم تعمّق في دراسة اللغة القبطية في الجامعة المصرية القديمة حالما تخرّج من الإكليريكية.
أمين مكتبة المتحف القبطي
عُيِّن أميناً لمكتبة المتحف القبطي بمصر القديمة بعد حصوله على دبلوم الدراسات اللاهوتية مباشرة، فكان يشتغل ويدرس في آن واحد، بل ظل يدرس ويبحث ويفتش الكتب طيلة حياته، وبهذه الدراسة المتواصلة تمكن من أن يجيد الإنجليزية والفرنسية واليونانية القديمة والعبرية، فكان حين يكتب مقالاً علمياً يكتبه بلغته الأصلية إلى جانب ترجمته الإنجليزية أو العربية.
أبحاثه
وقد قدم العدد الوفير من الأبحاث عن الذكصولوجيات والإبصاليات التي تقال في التسبحة اليومية والتي تُقال في مختلف المناسبات. كما قدّم المقالات المستفيضة عن الرهبنة وسير الآباء والقديسين والأصوام والطقوس الكنسية والرتب الكهنوتية، ولأن ما كتبه ظهر فيه عمق أبحاثه فقد كاتبه الكثيرون من العلماء الغربيين، كلما شاء أحدهم الاستفسار عن موضوع مما كتب فيه. لم تقتصر كتاباته على هذه الأبحاث الروحية والتاريخية بل امتدّت لتشمل وضع الفهارس لمكتبة المتحف القبطي والمكتبة البابوية بالقاهرة ولمكتبة دير السريان. وتعاون مع المستشرق الهولندي الأب يعقوب مويزر في وضع فهرس للمخطوطات القبطية المحفوظة بكنائس مصر القديمة، ولهذا قرّر المسئولون عن مكتبة الكونجرس بواشنطن أن يستعينوا بدقته وطول أناته عندما شرعوا في إعداد ميكروفيلم خاص بمكتبة دير القديسة كاترين بسيناء، فأعدّ لهم الفهرس وشرح المخطوطات العربية بذلك الدير.
مدرس بالكلية الإكليريكية
فوق هذا كله فقد كان مدرساً بالكلية الإكليريكية حيث علم اليونانية القديمة، كما أنه أعطى دروساً خصوصية لكل من طلبوا إليه أن يعلمهم اللغة القبطية، وكان يتخذ من قصص الآباء وسيلة شيّقة للتدريس فكان بهذه الوسيلة يحبّب تلاميذه في تاريخهم وفي تعاليم قديسيهم. وأن كان الباحث يسى عبد المسيح قد عاش إحدى وستين سنة بقياس الزمن الأرضي، فقد عاش أضعاف هذه السنوات بقياس إنتاجه الروحي، وكانت نياحته في يوم 12 مايو سنة 1959م. كانت تربطه علاقة حب قوية بالشماس يوسف حبيب، وكان معيناً له في الوصول إلى المخطوطات القبطية بالمتحف، وارشاده في التأليف.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت