الولادة: 1126 م
الوفاة: 1199 م
صاحب اهم كتاب تاريخي في السريانية في مكتبة حي السريان
من مقدمة كتاب تاريخ مار ميخائيل الكبير للعلامة مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم
كتب هذا المؤرخ الكبير مار ميخائيل سيرة حياته وجهاده في تاريخه المذكور، وما ينقصنا في هذا التاريخ عنه نجده في مؤلفات العلامة مار غريغوريوس يوحنا ابن العبري 1286+ وخاصة ما ورد في تاريخه الكنسي. كذلك نجد معلومات أخرى في تاريخ الرهاوي المجهول.
وُلد ميخائيل الكبير في مدينة ملاطية عام /1126/ من عائلة يسميها ابن العبري آل قنداسي وكان أبوه كاهناً معروفاً باسم القس ايليا آل قنداسي. انتسب ميخائيل إلى دير مار برصوم الشهير الذي صار كرسياً بطريركياً منذ القرن الحادي عشر وحتى الثالث عشر حيث انتقل الكرسي إلى دير الزعفران، وفي دير مار برصوم وبعد أن تخرج من مدرسته رُسم كاهناً ثم اقيم رئيساً للدير لمدة عشر سنوات. وبقي مستمراً في خدمته حتى سنة /1166/، حيث توفي البطريرك فاجتمع المطارنة في دير فسقين الواقعة على ضفة الفرات في مكان غير بعيد عن مدينة ملاطية. وبعد مشاورات ومداولات اجتمعت الآراء على انتخابه بطريركاً للكرسي الرسولي الأنطاكي. واحتفلوا بتنصيبه عام /1166/ في حفلة كنسية نادرة. ثم توجه إلى دير حننيا وهو دير الزعفران الذي اتخذه مقراً للكرسي الأنطاكي ــ وفي دير الزعفران سنَّ البطريرك مار ميخائيل /29/ قانوناً .
وبقي يخدم مدة /33/ سنة بهمة عالية، وإدارة حكيمة، حتى نقله الله إلى جوار أسلافه من الأحبار العظام في دير مار برصوم في /7 تشرين الثاني 1199/. ويقول البطريرك افرام برصوم في مار ميخائيل أحد أسلافه الميامين :
من أحبار بيعة الله العظام وصفوة بطاركة أنطاكية، العالم والمؤرخ المشهور، الخالد اسمه، الجميل سعيه، المحمودة طرائقه، الذائعة فضائله، الصالحة أعماله… كان مهيب الطلعة، وسيماً، رخيم الصوت، بعيد الهمة، حسن الحظ/ يشتغل في نهاره في النظر في مصالح البيعة ونسخ نفائس الكتب، وليله في تحبير الرسائل، وكتب بالقلم الاسطرانجيلي انجيلاً على رق وشى صفحاته بماء الذهب والفضة وجلّده بالفضة.
أصابت الشعب المسيحي المضطهد في دمشق، وحران، وآمد، وماردين، والموصل، وفي سائر أنحاء المملكة الإهانات والمذلات والاحتقار في عصره . وقد تـناول الرهاوي المجهول بعض هذه الأحداث المؤلمة في تاريخه.
وفي سنة /1172م/ انتقل إلى الخدور العلوية العلامة المطران مار ديونيسيوس ابن الصليبي وأبـّـنه مار ميخائيل الكبير بكلمة بليغة.
وينقل لنا الرهاوي المجهول جزءاً من وصية البطريرك ميخائيل الكبير في نهاية حياته وقد سلّـم هذه الوصية إلى المفريان غريغوريوس ننقلها كما وردت في ترجمتها العربية:
إني استحلفك بالله الحي بألا تتجاوز على أحد هذه الأمور التي كتبتها في هذه الوصية، بل أن تدبر الكنائس والأديرة بأمانة، وأن تعطي كل واحد حسب وصيتي. وإذا كنت بعيداً في وقت موتي، فهوذا قد وضعت أمراً ومنعاً صارماً في الوصية بألا يُـفتح باب قلايتي إلى أن تصل. وطلب من المفريان بأن يزوده بصلواته الأبوية. أما البطريرك فلم يصل عليه باللسان فحسب ، بل أضاف أيضاً صلوات أبوية كتابة أيضاً.
أما كتابات مار ميخائيل فهي كثيرة ومعظمها نثرية يقول عنها ابن العبري في تاريخه الكنسي : إن ميخائيل ترك مصنفات عجيبة لكنيسة الله. وله دور هام في موضوع الطقوس، فبعد عهد مار يعقوب الرهاوي 708+ جاء مار ميخائيل ينظم الطقوس. وفي مكتبة باريس مجلد حسايات شتوية تحت رقم /167/ من تقديس البيعة إلى العنصرة بخط البطريرك مار ميخائيل، ونسخة لأقدم مخطوطة للرسامات في مكتبة باريس أيضاً عدد /113/.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت