الولادة: –
الوفاة: –
جاء في كتاب “مشاهير الآباء” للقديس جيروم: [كان هذا القديس متقدماً في العمر. وكان أحد الآباء الأوائل الذين عاصروا القديس أنطونيوس، وقد بلغ عمره مائة وعشرة أعوام. وقد عزّانا جداً. كما تعلمنا روح التواضع، الذي عاش به حتى في شيخوخته].
الولادة الروحية
قال أخ للأب كرونيوس: قل لي كلمة، أجابه الأب: عندما التقى أليشع بالشونمية، وجد أن ليس لها علاقة بأحد، فحبلت وولدت ابناً بحضور أليشع (2مل16:4) فقال له الأخ: وما معنى هذا الكلام يا أبتِ؟ أجابه الشيخ: إذا سهرت النفس وجمعت ذاتها من التشتت وهجرت إرادتها، يستقر عليها روح الله، فتلد ولو كانت عاقراً.
بلوغ الإنسان إلى التواضع
سأل أخ الأب كرونيوس قائلاً: كيف يبلغ الإنسان إلى التواضع؟ قال له الشيخ: بمخافة الرب. قال الأخ: وكيف يصل إلى مخافة الرب؟ أجابه الشيخ: أظن أنه يتحقق له ذلك عندما يجمع ذاته ويسلم نفسه للتعب الجسدي متذكراً من كل قلبه ساعة خروجه من هذا العالم ودينونة الله.
التعب الجسدي
قال الأب كرونيوس: لو لم يوجّه موسى خرافه إلى سفح جبل سيناء، لما رأى النار في العليقة (خر3).
فسأله الأخ: وما معنى العليقة يا أبتِ؟ أجاب: العليقة هي الفعل الجسدي، لأنه مكتوب “يشبه ملكوت الله كنزًا مخفيًا في حقل…” (مت 44: 13). فقال الأخ: إذن بدون التعب الجسدي لا ينمو أحد في الشرف والفضيلة؟ قال له الشيخ: فقد كتب “ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمّله يسوع الذي من أجل السرور والموضوع أمامه احتمل الصليب” (عب 12: 2). ويقول النبي داود: “لن أعطي لعينيّ نوماً، ولا لأجفاني نعاساً، ولا لصدغي راحة حتى أجد مقراً للرب…” (مز 131: 4).
رئيس يهرب من المجد الزمني
قال الأب كرونيوس: حدثنا الأب يوسف البيلوسيوسي أنه لما أقام في سيناء كان فيها أخ صالح ناسك وجميل الهيئة. هذا كان يأتي إلى الكنيسة لابساً ثوباً بالياً كثير الرقع. فلما رآه يرتاد الكنيسة باستمرار، قال له: ألا ترى يا أخي كيف أن الاخوة كالملائكة في الكنيسة. فكيف تأتى إلى هنا هكذا؟ أجابه الأخ: سامحني يا أبتِِ إذ ليس عندي سوى ما تراني فيه. فأخذه الأب إلى قلايته وأعطاه ما كان بحاجة إليه، فلبسه وصار ملاكاً كسائر الاخوة.
وحدث أن احتاج الآباء إلى عشرة اخوة يرسلونهم إلى الملك لأمر ما، فاختاروا هذا واحداً منهم. فلما سمع بهذا، ركع أمام الآباء وقال: من أجل الرب سامحوني، لأني كنت خادماً عند واحد من هؤلاء الكبار. فإذا عرفني، سيلزمني بالبقاء لخدمته. فاقتنع الآباء ولم يرسلوه. ثم علمت من إنسان كان يعرف هذا الأخ جيداً أنه، عندما كان في العالم كان رئيساً. فلكي لا يتعرّف عليه أحد ويزعجه الناس زعم هذا الزعم. لقد كان عند الآباء مثل هذه القوة كي يتحاشوا المجد والراحة الآتيين من العالم.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت