الولادة: –
الوفاة: –
قبوله الإيمان
كان رئيساً على مائة جندي بقيصرية فلسطين وكان يعبد الكواكب، فلما سمع عن التلاميذ ورأى الآيات التي كانت تُعمل على أيديهم مما تعجز عن عملها قوى البشر والآلهة الوثنية ذُهل عقله وتحيّر ودخله الشك في آلهته. ترك عبادة الكواكب، وبدأ يرفع قلبه إلى الله بالصوم والصلاة والرحمة، وكان يقول في صلاته: “أيها الرب الإله إني قد تحيّرت في معرفتك فأرشدني وأهديني إليك”. فتحنن الله عليه وقَبِل صلاته وصدقته وأرسل له ملاكاً يبشر له بقبولهما وصعودهما إليه، ويأمره أن يرسل إلى مدينة يافا فيدعو بطرس الرسول الذي كان نازلاً عند سمعان الدبّاغ فيعلمه ماذا ينبغي أن يفعل. فأرسل واستحضره ولما دخل بطرس استقبله كرنيليوس وسجد واقعاً على قدميه، فأقامه بطرس قائلاً: “قم أنا أيضاً إنسان”.
ولما دخل بيته وجد جماعة كبيرة من الأمم فقال لهم: “أنتم تعلمون أن شريعة التوراة تمنعني من مخالطة غير المختونين، إلا أن الله قد أراني أن لا أقول على إنسان ما أنه دنس أو نجس. فلذلك جئت إذ استدعيتموني فماذا تريدون؟” قال كرنيليوس: “منذ أربعة أيام إلى هذه الساعة كنت صائماً وفى التاسعة كنت أصلى في بيتي، وإذا رجل قد وقف أمامي بلباس لامع وقال: يا كرنيليوس سُمِعت صلاتك وذُكِرت صدقاتك أمام الله.
فأرسل إلى يافا واستدع سمعان الملقب بطرس إنه نازل في بيت سمعان رجل دباغ عند البحر، فهو متى جاء يكلمك. فأرسلت إليك حالاً وأنت فعلت حسناً إذ جئت. والآن نحن جميعاً حاضرون أمام الله لنسمع جميع ما أمرك به الله”. فتح بطرس فاه وقال: “بالحق أنا أجد أن الله لا يقبل الوجوه بل في كل أمة الذي يتقيه ويصنع البرّ مقبول عنده”. ثم بشره بيسوع المسيح رب الكل، وأعلمه سرّ تجسده وصلبه وقيامته وصعوده وعمل الآيات باسمه.
فآمن كرنيليوس وأهل بيته وكل غلمانه وأكثر الذين معه وتعمّدوا باسم الآب والابن والروح القدس فحلّت عليهم نعمة الروح القدس في الحال (أع10).
أسقف مدينة قيصرية
بعد ذلك ترك كرنيليوس الجندية وتبع الرسل، ثم رسمه القديس بطرس أسقفاً علي مدينة قيصرية من أعمال فلسطين، فمضي إليها وبشّر فيها بالمسيح، مبيناً لهم ضلالة الأصنام، فاستنارت عقولهم بمعرفة الله وآمنوا به. ثم ثبّتهم بما صنعه أمامهم من الآيات والمعجزات وعمّدهم جميعاً، وكان بينهم ديمتريوس الوالي، ثم تنيّح بسلام ونال إكليل المبشرين.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت