الولادة: –
الوفاة: 397
نشأته
فلاستر أو فيلاستريوس أسقف بركسيا أو بريسكيا، من رجال القرن الرابع. كان خلفه يقيم احتفالاً سنوياً في 18 يوليو ذكري نياحة فلاستر وقد حُفظت كلمته في الاحتفال الرابع عشر، حيث يقدم لنا معلومات عن حياته وأعماله.
من غير المعروف تحديداً المدينة التي نشأ فيها هذا القديس، ولكن ما نعلمه عنه أنه قد خرج وترك البيت الذي ورثه عن أسلافه متشبهاً بأبينا إبراهيم، لكي يحل نفسه من رباطات العالم.
اهتمامه باستقامة الإيمان
تجوّل في أماكن كثيرة مُظهراً غيرة شديدة نحو الحفاظ علي الإيمان المستقيم، فدخل في حوار مع اليهود والوثنيين والهراطقة، وخاصة الأريوسيين الذين انتشرت هرطقاتهم في كثير من الكنائس، وتحمّل عذابات كثيرة في سبيل الدفاع عن ألوهية السيد المسيح، فكان يحتمل الألم والتعذيب بفرحٍ وشجاعة إيمان. في ميلان قاوم بشدة أوكزنتيوس Auxentius الأريوسي الذي كان يسعى لتفتيت الكنيسة والمؤمنين بهرطقاته، كما قام بالوعظ في روما ذاتها مجادلاً الهراطقة.
ثم ذهب بعد ذلك إلى بريسكيا or Brixia Brescia حيث اختير ليكون أسقفاً لها، فكان يبذل ذاته بكل حب من أجل شعبه، وكانت حياته نموذجاً للتقوى والفضيلة والتواضع والتفاني في خدمته الرعوية، منذراً ومحذراً شعبه من أخطاء الإيمان.
أعماله الكتابية
ومن أعماله أنه كتب كتاباً أسماه “فهرس الهراطقة” شرح فيه المعاني اللاهوتية للكلمات، وشرح آراء الهراطقة والرد عليها. وأيضاً كان محباً لشعبه عطوفاً عليهم، فكان يعطي كل المحتاجين منهم بسخاءٍ مسيحيٍ. يعتبر هذا العمل مرجعاً هاماً للمهتمين بالكتابة عن الهراطقة. فقد نسخ القديس أغسطينوس جزءً منه.
وعندما سأله كوادفولتديس Quodvultdeus أن يكتب مقالاً عن الهراطقة أشار إليه في إجابته إلي أعمال ابيفانيوس وفيلاستراباس (رسالة 222). الأول عدد 20 هرطقة قبل مجيء المسيح و60 بعد صعود السيد المسيح أما الثاني فيعدد 28 هرطقة قبل مجيء المسيح و128 بعد مجيئه . لقد رفض القديس أغسطينوس اعتبار أن الأول يجهل إحدى الهرطقات، ويعلل الاختلاف في العدد يرجع إلى الاختلاف في مفهوم الهرطقة. كمثال اعتبر الأخير أن الذين دعوا أيام الأسبوع بأسماء وثنية عوض ما ورد في الكتاب المقدس: اليوم الأول والثاني والثالث حتى السابع نوعاً من الهرطقة.
عندما تحدث القديس أغسطينوس عن الهرطقات ذكر الستين هرطقة التي حدثت بعد مجيء السيد المسيح ووردت في أبيفانوس ثم ذكر 23 هرطقة إضافية أخذها عن فيلاسترياس حاسباً أنها ليست هرطقات بمعنى الكلمة. يري كثير من الدارسين أن فيلاسترياس كتب مستقلاً عن أبيفانيوس ولم يعتمد عليه. وأن ما جاء متشابهاً بينهما إنما لأنهما اعتمدا أحياناً على ذات المصادر. في الفصل 88 أشار فيلاستر أنه لم تُدرج قراءات من سفري الرؤيا والرسالة إلى العبرانيين ليس لأنهما غير قانونيين، وإنما لأن الكنيسة لا تريد قراءتهما على العامة من الشعب. في الفصل 60 اعتبر إنكار قانونية سفر الرؤيا هرطقة، وفي الفصل 69 اعتبر إنكار نسبة الرسالة إلى العبرانيين إلى الرسول بولس هرطقة.
طُبع عمله هذا أولاً فيBasle عام 1539م، ظهر بعدها عدة طبعات هامة منها بواسطة فابريكيوس Fabriciusعام 1721م تحوي تنقيحاً للنص مع تعليقات هامة، وبواسطة جاليردس Galeardusعام 1738م. وقد تقابل القديسان أغسطينوس وأمبروسيوس معه في ميلان حوالي سنة 384وتنيّح فيلاستريوس حوالي سنة 397م قبل مطرانه أمبروسيوس، فأقام تلميذه جودنتيوس Gaudentius على كرسي بريسكيا مكانه.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت