الولادة: –
الوفاة: –
كاتم سرّ الحاكم بأمر الله
كان من أراخنة الأقباط في عهد الحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمي. عيّنه الحاكم كاتباً له وكاتم سرّه ومنحه ثقته، وكان ذلك وسط الجو غير المستقر بالبلاد وكثرة حوادث القتل.
فلما اغتيل برجوان الصقلي الذي كان مستأثراً بالسلطة بتدبير الحاكم نفسه أرسل في طلب فهد بن إبراهيم وخلع عليه أحسن الحلل وقال له: “لا تقلق أبداً لما حدث”، وعيّنه وزيراً وأوصى كتاب الدواوين والأعمال بطاعته.
ثم قال الحاكم لفهد أمام الجميع: “أنا حامد لكَ وراضٍ عنكَ، وهؤلاء الكتاب خدمي فاِعرَف حقوقهم واحسن معاملتهم واحفظ حرمتهم، وزِد في واجب من يستحق الزيادة بكفايته وأمانته”. لذلك اشتهر باسم “الرئيس أبو العلا فهد بن إبراهيم”.
اغتياله
لما وصل فهد القبطي إلى هذه المكانة وحاز ثقة الخليفة الحاكم، صار هدفاً للدسائس ممن يبغضون النصارى، فبدأت الوشايات ليضعفوا ثقة الحاكم فيه. والعجيب أن الحاكم رغم فهمه مغزى الشكاوى التي قُدمت ضد فهد، لكن تمشياً مع التيار سمح باغتيال فهد بعد أن استمر في خدمته ست سنوات، وأفهم حاشيته أنه إنما أصدر أمره هذا تحت ضغط شديد! ولتغطية الموقف أرسل الحاكم في طلب أولاد فهد الذي قُتل وأنعم عليهم، وأمر ألا يمسّهم أحد بسوء.
لم تكن هذه الشكاوى والاحتجاج بقتل فهد إلا ذراً للرماد في العيون، فيُذكر أن سبب قتل الحاكم بأمر الله لفهد هو أن الحاكم طلب إليه اعتناق الإسلام، فلما لم يوافقه أمر بقطع رأسه وحرق جسده لمدة ثلاثة أيام، ومع ذلك لم يحترق جسده بل بقيت يده اليمنى وكأن النار لم تقربها! أما السبب في ذلك فقيل عن فهد هذا أنه كان رحيماً جداً ولا يرد سائلاً تنفيذاً لوصية السيد المسيح: “كل من سألك فأعطهِ”.
ويده اليمنى التي كانت تمتد بالخير هي التي ظهرت فيها المعجزة أكثر من بقية جسمه، إذ بدت وكأن النار لم تقربها. وقد دُفن جسده بدير الأنبا رويس. وتُعيِّد له الكنيسة في اليوم التاسع عشر من شهر برمودة.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت