الولادة: 100
الوفاة: –
أهم غنوصي عبر كل العصور، نشأته
مع أن اسمه لاتيني إلا أنه ولد في دلتا نهر النيل حوالي عام 100م وتعلم في الإسكندرية. أوجد أكاديمية للبحث الحر، كان من ثمرتها أنها أوجدت جماعات لها صبغة دينية متسيبة بلا ضوابط.
شهد له حتى مقاوموه بأنه كان معروفاً ببلاغته وعبقريته. ربما كان أكثر الغنوصيين تأثيراً وكان له أتباع كثيرون. أقام كثير من تلاميذه مدارس خاصة بهم. من بينهم ثيؤدوتس في الشرق، وبتلماوسPtolemaeus وهيراقليون Heracleon وفلورينس Florinus ومرقس Marcus في الغرب، قاموا بنشر الغنوصية في إيطاليا والإسكندرية وبلاد الغال، انتشرت حتى نهاية القرن.
ادعى تلاميذه أنه تتلمذ على يديّ ثيؤداس Theodas تلميذ القديس بولس. عاش في روما حوالي عام 136م حتى حوالي عام 165، وكان يأمل أن يُختار أسقفاً، معتمداً على قدراته الفكرية وبلاغته.
تعاليمه
من الغريب أن القديس جيروم – وقد نقده برقة وحنو – يرى بأنه لا يستطيع أحد أن ينسب إليه هرطقة ما، وإنما اتسم بالقدرات الفكرية الطبيعية مع مواهب من قبل الله. حتى اكتشاف مكتبة نجع حمادي سنة 1948م كانت كل أفكارنا عن فالنتينوس مأخوذة عن مقاوميه، خاصة القديس إيريناؤس. لم يوجد أي عمل في مكتبة نجع حمادي يحمل اسمه، لكن وُجدت كتابات تتفق مع أفكاره، كما وردت في كتابات القديس ايريناؤس، مثل إنجيل الحق، إنجيل فيلبس، تفسير للنفس، مقال عن القيامة لرهجينوس Rheginus. ووجدت كتابات أخرى غنوصية معاصرة له مثل تعاليم سيلفانوس.
أهم تعاليمه
مثل الغنوصي باسيليدس يرى أن الله كائن مطلق لا يمكن البلوغ إليه أو التعرف عليه تماماً، وهو الأصل الأول الذي لم يصدر عن شيء، أو هو العمق الأول. بعد عصور لا حصر لها أصدر زوجته وتدعى الرحم أو الصمت. وحدث أن هذين الاثنين قدّما أساسين ذكراً وأنثى، أنجبا المسيح أو اللوغوس، عليه اعتمدت الأيونات (شبه أفكار أو أنصاف ملائكة)، وخلالهم وُجدت كل الأشياء والتحمت معاً.
يقول أيضاً أن الاثنين – أي العمق والسكون – أصدرا الفهم nous والحق aletheia. من هذين صدر الكلمة والحياة، والإنسان والكنيسة، وانتجا ثلاثين أيوناً، اثنين اثنين، ذكراً وأنثى، يمثلون المفاهيم المسيحية (أو اليهودية) والفضائل التي تكمل العالم السماوي الروحي أوPleroma .
آخر أيون هو الحكمةsophia ، هذه الحكمة إذ اشتاقت أن تعرف الأب غير المدرك سقطت في ظلمة اليأس وأنجبت طفلاً غير ناضج ومشوّه laldabaoth (ربما Child of Chaos) به خُلقت المسكونة بكل نقائصها. هكذا يرى أن خلقة العالم هو ثمرة سقوط الحكمة أصغر كل المولودين من الخالق Demiurge، الذي يُعرف بإله العهد القديم. الصراع بين laldabaoth والحكمة هو السبب في المزج بين الخير والشر، الفضائل والأهواء ، في العالم وفي الأفراد. أُرسل يسوع إلى الحكمة وشكَّلها حسب الفهم ونزعها عن أهوائها وهكذا دبّر الأحداث التي تحقق الخلاص في العالم المنظور.
يقسم البشرية إلي ثلاثة فئات. إذ يتحقق الخلاص بالمسيح الذي اتحد مع الإنسان يسوع (سواء عند الحبل به أو في عماده)، لكي يهب الإنسان معرفة واهبة الخلاص نابعة منه. توهب هذه المعرفة للروحيين pneumatics فقط، (1كو 2: 14). وأما بقية المسيحيين ويدعون نفسانيين psychics (1كو 2: 14) فينالون بالإيمان والأعمال الصالحة حالة وسطى في مملكة الخالق Demiurge. أما بقية البشرية ويدعون جسديين hylics الذين ينهمكون في الماديات فيُسلّمون للهلاك الأبدي.
نظرته للزواج
أنه يمكن للروحيين pneumatics أن يتزوجوا كسرّ ليس عن شهوة جسدية. أما الذين يعيشون في العالم ويتزوجون فلن يدركوا الحق.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت