الولادة: –
الوفاة: –
حدث أن غزا بعض الأثيوبيين مصر وراحوا يطاردون الأقباط في كل أنحائها. وكان بجبل أسيوط دير به تسع وثلاثون عذراء ورئيستهن، وكنَّ جميعاً في غاية التقوى والصلاح، وقد أعطاهن اللَّه موهبة شفاء المرضى.
لما سمع قائد الأثيوبيين بأمرهن جاء مع جنوده وحاصر الدير كي يأخذوا العذارى إلى بلادهم، وراحوا يدقّون باب الدير دقاً عنيفاً، فقالت إحدى الراهبات للرئيسة: “يا أمنا لفِّي كل واحدة منا بحصير وأطلقي فيها النار فنروح للرب قرباناً زكياً”، ووافقتها على ذلك كل الراهبات.
فأسرعت رئيسة الدير ولفَّت كل واحدة منهن بحصير وأشعلت فيهن النار وهي تقول: “يا سيدي يسوع المسيح اقبلهن قرباناً إليك، لأن موتهن هكذا أفضل من أن يدنسهن أولئك الكافرون، ولا تجعل يا رب عليَّ هذه الخطيئة”. ثم اعتلت الرئيسة برج الدير وألقت بنفسها إلى أسفل فتحطمت وأسلمت الروح.
بلا شك أظهرت هؤلاء العذارى تقديراً عجيباً لحفظ عفتهن، لكن البعض يرون في هذا التصرف عدم إيمان باللَّه القادر أن يحفظهن.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت