الولادة: –
الوفاة: –
سرعان ما تسبب المنشور الذي أصدره الإمبراطور ديسيوس ضد المسيحيين في أن يبدأ حاكم جزيرة كريت Crete في ممارسة اضطهاد بربري ضد المسيحيين في الجزيرة، كان من نتيجته الكثير من الشهداء.
ضمن أبرز الشهداء: ثيؤدولوس Theodulus وساتورنينوس Saturninus ويوبورُس Euporus وجيلاسيوس Gelasius ويونيسيان Eunician وزوتيكُس Zoticus وكليومينِس Cleomenes وأجاثوبُس Agathopus وباسيليدس Basilides وإيفاريستُس Evaristus وهم الملقبون بشهداء كريت العشر، والذين استشهدوا في سنة 250م. كانوا من سكان العاصمة جورتينا Gortyna وجميعهم اعترفوا معاً بالإيمان بالمسيح. قُبِض عليهم وأُلقوا في السجن وضُرِبوا ورُجِموا من الوثنيين، وبعد فترة قُدِموا إلى الحاكم في جورتينا، وفور ظهورهم في المحكمة طلبوا منهم أن يقدموا الذبائح إلى جوبيتر Jupiter لأنه في ذلك اليوم بالذات كان شعب الجزيرة يحتفلون به. أجابهم الشهداء أنهم لن يقدموا الذبائح للأوثان أبداً، فقال لهم الحاكم: “سوف تعرفون قوة الآلهة، إنكم لا تحترمون هذا المحفل الكبير الذي يعبد جوبيتر القادر على كل شيء، وبقية الآلهة”. ردّ عليه الشهداء بأنهم يعرفون تاريخ جوبيتر وحياته وأفعاله.
كاد الجمع أن ينقضّ عليهم، ولكن الحاكم منعهم وأمر بتعذيبهم، وقد تحمل الشهداء كل التعذيب بفرحٍ عظيمٍ. وكان الوثنيون يصرخون ويطلبون إليهم أن ينقذوا أنفسهم بأن يخضعوا ويقدموا القرابين للآلهة، فأجابهم الشهداء قائلين: “نحن مسيحيون ومن الأفضل لنا أن نموت ألف مرة عن أن ننفذ هذا الأمر”. وبعد فترة رأى الحاكم أنه هُزِم أمامهم فأمر بقطع رؤوسهم. فتقدم الشهداء بكل شجاعة وفرح إلى مكان الإعدام، وهم يصلّون إلى اللَّه أن يرحمهم وأن يرحم جميع بني البشر، وأن ينقذ شعب بلدهم من ظلمة عبادة الأوثان. وبعد قطع رؤوسهم انصرف الجمع وقام المسيحيون بدفن أجسادهم التي نُقِلت فيما بعد إلى روما. فيما بعد، كتب الآباء الذين اجتمعوا في مجمع كريت سنة 458م إلى الإمبراطور لاون الأول Leo I قائلين: إن بركة وشفاعة هؤلاء الشهداء العشر هي التي حَمَت بلادهم حتى ذلك الوقت من البدع والهرطقات.
وقد سُمِّيت القرية التي عُذِّب فيها القديسون باسم “العشر شهداء”، ويوجد لوح حجري مكسور به عشر تجويفات في المكان الذي ركع فيه القديسون لينالوا إكليل الشهادة.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت