الولادة: –
الوفاة: 370
هو أسقف طمويس Thmuis ويلقب بالعلامة Scholastic، وذلك لأنه جمع ما بين المعرفة الروحية والعلوم العالمية. وقد تتلمذ بعض الوقت في مدرسة الإسكندرية اللاهوتية ثم اعتزل في الصحراء حيث صار راهباً، كما تصادق مع الأنبا أنطونيوس.
أُجبِر سرابيون على ترك عزلته ليجلس على كرسي أسقفية طمويس في جنوب مصر بالقرب من ديوسبوليس Diospolis.
دفاعه عن الإيمان
شارك في مجمع سارديكا سنة 347م، وكان من المقرّبين للقديس أثناسيوس في دفاعه عن الإيمان المستقيم، ويقول القديس جيروم أنه نُفي بأمر الإمبراطور قسطنطين.
قد اشترك أيضاً في مقاومة بدعة مقدونيوس Macedonian، بالإضافة إلى مقاومته للأريوسيين، كما ألَّف كتاباً عظيماً ضد المانيين Manicheans..
كتاباته
ألَّف عدة كتب فُقد معظمها، ولكن أهم أعماله هو Euchologion الذي اكتُشِف وتم نشره في نهاية القرن الماضي. يقول سقراط أن القديس سرابيون كان يردد هذه المقولة التي تلخص سموّ المسيحية: “العقل يتنقى بالمعرفة الروحية (أو بالتأمل المقدّس والصلوات).
مع القديس أنبا أنطونيوس
يقول عنه القديس جيروم أنه كان الصديق الشخصي للقديس الراهب أنبا أنطونيوس. وقد ورد ذكره مرتين في كتاب “حياة أنطونيوس” للبابا أثناسيوس الرسولي. في المرة الأولي إذ كان يتحدث عن رؤى القديس أنبا أنطونيوس، كان الاخوة يرونه صامتاً وهو جالس أو ماشٍ وبعد فترة يستأنف حديثه معهم، فكان رفقاؤه يدركون أنه شاهد رؤيا. لأنه عندما كان يجلس على الجبل كثيراً ما كان يشاهد ما يحدث في مصر، وكان يرويه لسيرابيون الأسقف الذي كان معه في مغارته. أما المرة الثانية فعند نياحته طلب توزيع ثيابه بتقديم أحد جلود الغنم للبابا أثناسيوس والرداء الذي استلمه من الأسقف سيرابيون جديداً يردوه إليه بالياً لكي يحتفظ بمسوحه.
رئاسته لجماعة رهبانية
روي لنا المؤرخ سوزومين أنه كان قبل سيامته أسقفاً رئيساً لجماعة رهبانية في صعيد مصر، ويشهد له أنه كان متميزاً بقداسة عجيبة وقوة البيان. كما يشهد البابا أثناسيوس صديقه الحميم أنه كان رئيساً على عددٍ كبيرٍ من الرهبان، كما جاء في رسالته إلى دراكونتيوس ليحثه علي قبول الأسقفية وهو رئيس محبوب للدير.
مساندته للبابا أثناسيوس
كان يسنده في جهاده ضد الأريوسية، بمثابة يده اليمنى له، إذ كان يتخذه نائباً عنه في غيابه. في عام 340م كلفه البابا أن يعلن عن موعد الفصح، ويُعتقد انه أنابه في كتابة الرسالة الفصحية في عامي 341 و342م.
نفيه في 18 مايو عام 353م
عندما أرسل البابا أثناسيوس بعثة للإمبراطور قسطنطينوس بعد انتصاراته وتوليه الإمبراطورية علي الشرق والغرب وقد سمع عن الوشايات التي بدأ الأريوسيون يخططون لها عنده. كانت هذه البعثة تحت رئاسة الأسقف سيرابيون، تضم خمسة أساقفة وثلاثة كهنة، ومعهم وثيقة موقعة من 80 أسقفاً من مصر يؤيدون فيها البابا أثناسيوس. فما كان من الإمبراطور إلا أنه نفي القديس من أجل استقامة إيمانه، لهذا دُعي بالمعترف. قام اختياره على قدرته على الدفاع عن الإيمان والإقناع والصمود في المواجهة أمام الإمبراطور وأمام الضغط الأريوسي. وقد تنيح في المنفي.
رسائل القديس أثناسيوس له
بعث إليه القديس أثناسيوس بخمس رسائل عقيدية:
1. رسالة عن موت آريوس، فيها ينفي القديس أثناسيوس أن آريوس رجع عن رأيه وأنه تصالح مع الكنيسة قبل موته. كتبها البابا عام 358 م وهو في المنفي.
2. عبارة عن أربع رسائل عن الروح القدس، وهي في غابة الأهمية. فقد سبق فأرسل القديس سيرابيون إلي البابا يشكو له من سرعة انتشار التعليم ضد الروح القدس الذي يحسبه مخلوقاً لكن أعلى من الملائكة. تُعتبر هذه الرسائل أول بحث منهجي لاهوتي عن الروح القدس. أول رسالة تاريخها عام 339.
كتاباته
1. ضد المانيين: يكشف هذا العمل عن براعة القديس سيرابيون البلاغية واللاهوتية والفلسفية. فيه اكتفي بنقد النقاط الرئيسية في فكر أتباع ماني، خاصة نظرتهم الثنائية (إله النور وإله الظلمة)، واعتراضاتهم علي العهد القديم وبعض أجزاء من العهد الجديد. كما اثبت تناقض أفكار أتباع ماني وعدم منطقيتها.
2. رسائله: منها رسالة تعزية موجزة مرسلة إلي الأسقف افجوكيوس الذي كان مريضاً. ورسالة إلى رهبان الإسكندرية فيها يستخدم تعبير: “الثالوث المساوي في الجوهر” (هوموسيوس ترياس). ورسالة إلى بعض تلاميذ القديس أنطونيوس عند نياحته سنة 356 م.
3. أعمال أخرى يعتقد بعض الدارسين أنها من وضعه مثل “عظة عن البتولية”، و”رسالة إلي المعترفين”، وشذرات من تفسير سفر التكوين، كما ذكر القديس جيروم عمله.
4. خولاجي القديس سيرابيون، وقد سبق لنا الحديث عنه في كتابنا “المسيح في سرّ الأفخارستيا”. وهو يمثل الليتورجيا الكنسية في مصر في القرن الرابع، وربما ترجع إلي فترة قبل ذلك. تحمل انعكاس فكر مدرسة الإسكندرية في القرن الثالث الخاص بلاهوت الكلمة “اللوغوس” بعدما أضيفت إليها ما يتناسب مع القرن الرابع رداً على البدعة الأريوسية.
كثير من الصلوات الواردة بها هي بعينها الواردة بليتورجيا القديس مرقس وتلك الخاصة بانافورا “النظام الكنسي” للكنيسة الأثيوبية. كل الصلوات تخاطب الله بكونه أب الابن الوحيد، وتشكره من اجل تحننه المملوء ترفقاً، المعلن خلال أعمال ربنا يسوع المسيح الخلاصية. يقال أنه تنيح أثناء نفيه حوالي سنة 370م، وإن كان تاريخ نياحته غير مؤكد. من خولاجي القديس سيرابيون أطلب إليك أن ترسل روحك القدوس إلي عقلنا.
وامنحنا أن نفهم كتبك المقدسة الموُحي بها، لكي ما تفسرها باستقامة واستحقاق، حتى يستفيد منها جميع المؤمنين الحاضرين ههنا… أعطنا روح النور، حتى نعرفك أنك أنت هو الحق، ويسوع المسيح الذي أرسلته (يو 17:3) امنحنا الروح القدس، حتى نقدر أن نعلن بسعة عن أسرارك التي لا توصف، ونخبر بها. ليتكلم فينا الرب يسوع والروح القدس وليمجدانك بواسطتنا.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت