الولادة: –
الوفاة: –
الشريف سوسنيوس
وْلد سوسنيوس من أسرة وثنية في منتصف القرن الثالث الميلادي. وكان والده يعمل في البلاط الملكي، وقد صار من المقرّبين جداً إلى قلب دقلديانوس الجاحد. إذ كبر ابنه سوسنيوس تعيّن في البلاط الملكي لخدمة الإمبراطور.
أُعجب سوسنيوس بحياة المسيحيين وأمانتهم وسلوكهم وإيمانهم. فكان قلبه يلتهب بمعرفة الحق، ويصرخ إلى الله ليكشف له عن نفسه، فظهر له ملاك يحثّه على المعرفة الروحية والتمسك بالحق، ويكشف له عن قبوله إكليل الاستشهاد على اسم السيد المسيح، فحفظ هذا الأمر في قلبه.
إرسالية لاضطهاد المسيحيين
دعا الإمبراطور المغبوط سوسنيوس وكلّفه بتجديد عبادة الأوثان وإقناع المسيحيين في مدينة نيقوميدية أن يبخّروا للأوثان وينكروا الإيمان المسيحي ويقوم بتعذيب من يرفض هذا الأمر الإمبراطوري، فحزن هذا القديس جداً.
انطلق سوسنيوس إلى نيقوميدية وقد وضع في قلبه أن يُعلن إيمانه بالسيد المسيح عوض اضطهاده للمؤمنين. قبوله الإيمان استدعى كاهناً من آباء الكنيسة وجلس معه يستفسر عمّا خفيَ عنه من الحقائق الإيمانية، فوجد إجابة شافية ومفرحة لكل أسئلته. إذ تباطأ سوسنيوس في تنفيذ أمر الإمبراطور، تساءل والده عن السبب وعلم عن رغبة ابنه في إعلان إيمانه بالسيد المسيح. استشاط الأب غضباً ووشى بابنه لدى الإمبراطور أنه لا يعبد الأوثان. أمر الامبراطور بالتنكيل بسوسنيوس حتى يرتدع.
عذاباته واستشهاده
احتمل سوسنيوس الكثير من العذابات، وكان الرب يقوّيه ويصبّره. وأخيراً صدر الأمر بقطع رأسه. تجمع حوله حوالي ألف ومائة شخص وكانوا يُدهشون بشجاعته وثباته في الإيمان وفرحه بالاستشهاد. تقدّموا إلى السيّافين وأعلنوا إيمانهم بالسيد المسيح فقُطعت رؤوسهم.
وهكذا لم تنطلق نفس هذا الشهيد وحدها بل انطلقت مع موكبٍ ضخمٍ من الشهداء يُفرّحون قلوب السمائيين ويتمتّعون بشركة الأمجاد السماوية. تعيد الكنيسة لهذا الموكب المفرح في 26 برمودة.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت