الولادة: 400
الوفاة: –
سالامينوس هرمياس سوزومين Hermias Sozomen Salaminus هو واضع الكتاب الشهير: “تاريخ الكنيسة”.
نشأته
ولد سوزومين حوالي سنة 400م في بلدة صغيرة تسمى بيثيليا Bethelia قرب غزة في فلسطين، وكان جده من أوائل أهل البلدة الذين اعتنقوا المسيحية. كان أحد سكان البلدة واسمه ألافيون Alaphion قد سكنه روح شرير، وسعى للشفاء لدى أطباء وسحرة وثنيين ويهود ولكن دون فائدة. أخيراً ذهب لراهب مسيحي يدعى هيلاريون Hilarion والذي بمجرد أن نادى باسم السيد المسيح خرج منه الروح النجس، فتحوَّلت أسرة ألافيون من بينهم جدّ سوزومين في الحال إلى المسيحية. هكذا ولد سوزومين في أسرة مسيحية وفي جوٍ مسيحيٍ ونشأ متأثراً بتوجيهات مسيحية. روى لنا أن جده كان موهوباً وقد كرَّس هذه المواهب الطبيعية لدراسة الكتاب المقدس. فأحبه المسيحيون سكان تلك المناطق إذ كان يشرح لهم كلمة الله ويفسر لهم غوامضها.
محبته للرهبان
حمل سوزومين روح جده التقوي مع تقديره واحترامه للحياة الرهبانية في ذلك الوقت، إذ صار الراهب هيلاريون مرشدًا روحيًا للأسرة. إذ تكلم عن الرهبان الذين عرفهم في شبابه يذكر أن فضائلهم كانت أكبر من أن يُعبر عنها. أراد أن ينشر سير الرهبان إذ يقول: “أريد أن أترك للآتين بعدنا سِجِلاً لأسلوب حياتهم حتى يستفيد الآخرون من نموذجه ومثاله، وبه يحصلون على نهاية مباركة وسعيدة” (1: 1).
ثقافته
كانت بداية تعليم سوزومين في بلدته نفسها أو في مدينة غزة، إذ يتحدث عن بعض ذكريات شبابه في تلك المدينة (7: 28). ذهب إلى مدينة بريتس Berytus في فينيقية Phoenicia لكي يتعلم القانون المدني في مدرستها الشهيرة. وبعد انتهائه من الدراسة ذهب إلى القسطنطينية لكي يبدأ دراسته المهنية (2: 3). في تلك الفترة تكونت لديه فكرة كتابة تاريخ الكنيسة (2: 3)، منقاداً برؤيته وتصوره يوسابيوس كنموذجٍ ومثالٍ.
وقد بدأ ببعض الدراسات التمهيدية إلى أن ظهر عمله الكبير في تسع كتب ممتداً في الفترة من 323 إلى 439م، وقد أهدى عمله هذا للإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير.
تاريخ سوزومين
1. لتاريخ سوزومين أهمية خاصة، إذ يذكر العديد من التفاصيل الخاصة بأحداث وشخصيات الزمان الذي أرَّخ له، وبالتحديد أحداث تتعلق بمجمع نيقية، واضطهاد المسيحيين، وانتشار الإنجيل، وتحوّل قسطنطين إلى المسيحية، وتاريخ يوليانوس، وشخصية أثناسيوس الرسولي، بالإضافة إلى العديد من شخصيات أساقفة وشهداء ذلك العصر وقدم لنا مستندات تاريخية هامة.
2. كشف عن محبته للحياة النسكية بكونها الفلسفة الحقيقية، وإن كان ليس هناك من دليل أنه كان راهباً. لقد أنكر قدرته على اتباع هذه الحياة الملائكية.
3. كان الجانب الأعظم لدراسته باللغة اليونانية، وقد برع فيها كما يشهد فوتيوس المؤرخ. كما كانت له معرفة باللغة السريانية كما يظهر من حديثه مع الرهبان السريان (4: 34) واستخدامه الوثائق التي كتبها مسيحيّو سوريا وفارس خاصة الرُها. وغالباً ما كان يجيد اللاتينية كمحامٍ يرجع إلى القوانين والأحكام المكتوبة باللاتينية.
4. كان ذا ثقافة عالية ودراية بالفلسفات غير المسيحية (1: 6، 2: 3، 3: 15، 4: 17، 5: 18).
5. مع اعترافه بقانون الإيمان النيقوي شهد أنه غير ملمٍّ باللاهوتيات العميقة، كتلك التي وردت في رسالة القديس غريغوريوس النزيانزي إلى نكتاريوس
Nectarius (6: 27). 6. دافع عن القديس يوحنا الذهبي الفم ضد الاتهامات التي وُجّهت إليه.
7. أراد تأكيد العناية الإلهية التي تقود الكنيسة وترشدها (2: 17؛ 6: 35).
8. يوقر عقيدة الكنيسة الجامعة ويتحدث عن الأسفار الإلهية باحترام، ويري أن الرمزية هي منهج التفسير.
9. يحمل تاريخه دلائل على تكريم أجساد القديسين، أما الكنوز المقدسة فهي صليب السيد المسيح والمسامير التي دقت في يديه إذ تتم عن طريقها عجائب.
10. كان معاصراً لسقراط، ونجد صفحات كاملة تكاد تكون متطابقة.
يعتقد بعض الدارسين أن سوزومين اقتبس الكثير من سقراط، وربما اقتبس من مصادر اقتبس منها سقراط نفسه.
محتوياته
كتبه سوزومين ليكون تكملة لتاريخ يوسابيوس القيصري ولم يكن هذا هو عمله الأول بل جاء في الفصل الأول أنه وضع ملخصًا لتاريخ الكنيسة منذ صعود المسيح إلى عام 323 م. ، لكن هذا العمل مفقود.
يتكون “التاريخ الكنسي” من تسعة كتب يسبقها إهداء إلى الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني.
ك 1 ، 2: تاريخ الكنيسة أثناء حكم قسطنطين.
ك 3 ، 4: أثناء حكم أبناء قسطنطين.
ك 5 ، 6: أثناء حكم يوليان وجوفيان وفالنتينيان وفالنس.
ك 7 ، 8: أثناء حكم جراتيان وفالنتينان حتى هونوريوس.
ك 9: أثناء حكم ثيؤدوسيوس.
واضح من قائمة المحتويات أن نهاية الكتاب التاسع والتي تغطي الأحداث من عام 425 إلى 439 م. فُقدت.
وقد نُشِرت نسخة من كتابه باللغة اليونانية في باريس سنة 1544 م.، وأخرى بترجمة لاتينية سنة 1612 م. في كولون Cologne. أما أفضل نسخة وهي لفاليسياس Valesius ظهرت في باريس سنة 1668 م.، أعقبها واحدة أخرى مع تعليقات لفاليسياس في كامبريدج Cambridge سنة 1720 م. هذا بالإضافة لوجود العديد من الترجمات اللاتينية لكتابه، وتجدر الإشارة إلى ترجمة إنجليزية ظهرت سنة 1855 م.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت