الولادة: 353
الوفاة: –
نشأته
مؤرخ كنسي في بلاد الغال، ينتسب إلى أسرة أرستقراطية في Aquitaine، ولد بعد سنة 353م. تعرفنا عليه من خلال عمل جناديوس “مشاهير الآباء” ورسائل صديقه بولينوس Paulinus. درس القانون وانخرط في عمل المحاماة. تزوج سيدة غنية من أسرة فاضلة، توفت بعد فترة قصيرة.
رهبنته
يذكر عنه بولينوس أنه وهو في زهرة شبابه وقد نبغ في عمله وصار يمدحه الجميع تحدى غضب والده وتسخيف معارفه له وانطلق من العالم بعد أن اعتمد عام 381م . لقد تأثر بمثال مارتن أسقف تور Martin of Tours واهتدي بنصائحه. لا يُعرف تماماً أين قطن مع قلة من التلاميذ، إنما يُحتمل أن يكون في Primuliacum ، قرية بين تولوز Toulouse وكاركاسون Carcassonne حيث بنى كنيستين.
ربما كان ذلك في ممتلكات زوجته أو حماته، لأن والده يبدو أنه حرمه من الميراث. يرى جيناديوس أنه كان كاهناً، وإن كان البعض يتشكك في ذلك. فقد جاءت لهجة أحاديثه الموجهة ضد الأساقفة والكهنة الذين ينعتهم بأنهم محبون للترف ويطلبون ما لأنفسهم ويضطهدون من هو بطل في عينيه “القديس مارتن أسقف تور” تكشف عن أنه لم يكن كاهناً.
أخطاؤه
يذكر جيناديوس عنه أنه مال في أيامه الأخيرة إلى البيلاجية وإذ شعر أنه يخطئ بكثرة الكلام التزم الصمت حتى يوم وفاته لكي يصحح بصمته التأديبي الخطية التي ارتكبها بكثرة كلامه. في عبارة للقديس جيروم (تفسير سفر حزقيالPL 20:58 ) اتهمه بأنه سقط في بدعة الحكم الألفي.
كتاباته
1. التاريخ المقدسHistoria Sacra, Chronica وهو الذي أعطاه شهرته كمؤرخ. وضعه حوالي عام 403م، وفيه حاول تقديم تاريخ مختصر للعالم من الخلقة إلى أيامه حيث قنصلية Stilicho عام 400م.
اعتمد فيه على الترجمة السبعينية للكتاب المقدس، والترجمة اللاتينية القديمة، وكتاب التاريخ الكنسي ليوسابيوس ترجمة القديس جيروم، و Historici Ethniciلمؤلفين غير مسيحيين. ضم الكتاب الأول وجزء من الثاني تاريخ العالم إلى ميلاد المسيح ثم حذف ما ورد في الأناجيل وسفر الأعمال وتحدث عن الاستيلاء على أورشليم، مقدماً تفاصيل أكثر للقصة الواردة في يوسيفوس. ثم عرض اضطهاد المسيحيين بواسطة تسعة أباطرة، ووصف اكتشاف الصليب بواسطة الملكة هيلانة كما سمعها من بولينوس. حديثه عن الأريوسية غير دقيق وليس بذي قيمة، أما عن الهرطقة البريسكلانية Priscillianist فأكثر أهمية، هذه التي ظهرت في أيامه، فتحدث عنها بتفصيل إذ كان مدركاً لها. غير أنه اهتم بوجه عام بالتاريخ أكثر من اللاهوت والعقيدة.
2. حياة القديس مارتن Vita S. Martini وهي أول أعماله الكتابية.
وقد قدم في هذا العمل والعملين التاليين كل ما هو أصيل بخصوص قديس المسيحية الغربية مارتن أسقف تور. أخبرنا أنه إذ سمع عن قداسة هذا الرجل ومعجزاته ذهب إلى تور لكي يراه، وقدم له أسئلة ونال منه عنها إجابات، كما جمع عنه معلومات عن شهود عيان وعن عارفيه ( فصل 25 من حياة مارتن). تمت هذه الزيارة ربما عام 394م، تبعها عدة زيارات لاحقة. وقد نُشر هذا الكتاب أثناء حياة القديس مارتن.
3. الحوارات Dialogue كتبه حوالي عام 405م. جاء الحوار مع صديقه Postumianus عندما عاد بعد إقامة ثلاث سنوات في الشرق، ومع غالوس Gallus تلميذ القديس مارتن وكان قد مات غالوس. في الحوار الأول خصص 22 فصلاً عن النزاع في الإسكندرية بين رئيس الأساقفة ثاوفيلس والرهبان بخصوص أوريجينوس والقديس جيروم ورهبان ومتوحدي طيبة. وفيه أيضا سأل Postumianus عن القديس مارتن وتعرف علي شعبيته في كل البقاع. فقد تحدث عنها بولينوس في روما. وقرطاجنة قرأت عنه، وأما الإسكندريون فكانوا يعرفون أكثر مما جاء في الحوار.
4 – ثلاث رسائل ورد فيها عن القديس مارتن، حيث كان أول من تحدث عن موته ودفنه. توجد سبع رسائل أخري منسوبة خطأ إليه.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت