الولادة: 429
الوفاة: –
تكشف سيرة سالفيان (سلوانوس) عن شعور المؤمن بالالتزام نحو التمتع بالحياة المقدسة الداخلية والشهادة الحيّة القوية لإنجيل المسيح وجاذبية الصليب لكسب نفوس كثيرة بالرغم من تحدي العالم للإيمان الحق. لقد تزوج سالفيان فتاة وثنية ابنة رجل له مكانته الاجتماعية في فرنسا، واستطاع لا أن يجتذبها إلى الإيمان المسيحي فحسب، بل وأن يرتفعا معاً إلى الحياة السماوية ليشتهيا السلوك الملائكي. لقد التهب قلبه وقلبها لتكريس حياتهما للعبادة، فافترقا حسب الجسد، والتحق كل منهما في دير بعد إنجابهما ابنة مباركة، تاركاً مركزه الاجتماعي.
التحق سالفيان بدير Lrins ثم في دير بمرسيليا، وهناك سيم كاهناً. دُعي كاهن مرسيليا؛ اشتهر بحياته المقدسة وأيضاً بكتاباته التي كان لها صداها القوي في بلاد الغال في القرن الخامس. تحدث عنه جناديوس وقدم لنا قائمة بكتاباته.
نشأته
في عام 429م وصفه القديس هيلاري أسقف آرل في عظة له عن القديس هونوراتس Honoratus جاء فيها: “سلفانوس المطوّب جداً، الكاهن”. ولد غالباً في تريف ببلاد الغال، ويظهر من كتاباته أنه كان على علم تام بعادات وسلوكيات تلك المنطقة، وكان يقاومها بكل شدة. كان هو أو أحد أقاربه يقطن في كولوني Cologne، ويحتل مركزاً مرموقاً في المدينة.
رهبنته
سلك سيلفانوس وزوجته الحياة الرهبانية بعد أن تزوج بالاريا Palladia ابنة هيباتيوس Hypatius، وأنجبت طفلة تُدعى إسبيسيولا Auspiciola.
هذا الأمر أحزن هيباتيوس فانسحب إلى مكان بعيد، ورفض أية علاقات مع سيلفانوس وأسرته لمدة سبع سنوات. كتب سيلفانوس رسالة (رسالة 4) يطلب بحرارة هو زوجته وابنته تجديد علاقات الحب والصداقة مع هيباتيوس، ولا ندري إن كانت هذه الرسالة وجدَت استجابة أم لا.
كان سيلفانوس قد شاخ جداً عندما كتب عنه جبناديوس بعبرات التكريم فيدعوه “Episcoporum Magister” وهو لقب يُعطى للشخص الراهب العلاّمة.
كتاباته
لكتاباته أهمية كبرى من الجوانب الاجتماعية والسياسية والكنسية. أشار في كتاباته إلى جمهور التجار السريان في كل مدن الغال، هذه الحقيقة التي تفسر لنا وجود نقوش سريانية وأشورية وغيرها من الثقافات الشرقية في فرنسا.
يساعدنا أيضاً على تفسير الارتباك في العلاقات بين المسيحية والرومانية والبريطانية في القرنين الخامس والسادس.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت