الولادة: –
الوفاة: –
محاربة الأفكار الشريرة
أقامت العذراء الشريفة سارة ديراً للعذارى في برية شيهيت، وكانت أماً وديعة حكيمة محبة محبوبة. ويروي عنها الآباء النساك أنها قضت ثلاث سنوات في محاربة الأفكار الشريرة ولم تطلب إلى الله في يوم من الأيام أن يرفع عنها هذه المحاربات بل داومت على مطالبته بأن يعطيها القوة على الانتصار.
وبعد هذه السنوات الطويلة ظهر لها شيطان الزنى في شكل مرئي ودسّ عليها أمور العالم الفانية. أما هي وبدون أن تتخلى عن مخافة الرب والنسك صعدت للحال إلى غرفتها للصلاة. ظهر لها روح الزنى وقال لها: “لقد غلبتيني يا سارة. فقالت: “لست أنا التي قهرتك، وإنما ربي يسوع المسيح”. وبهذه الكلمات اختفى الشرير من أمامها، ومن تلك اللحظة استراحت من كل هجمات العدو.
جهادها
قالوا عنها أنها أقامت عند النهر ستين سنة دون أن تنحني لتنظر إليه. وذات يوم جاءها شيخان ناسكان كبيران من تخوم بيلوسيوس. وبينما كانا في الطريق إليها، قالا فيما بينهما: “هلم نذلل هذه العجوز”. ولما وصلا قالا لها: “انتبهي أن يناهضك فكرك فتقولي ها قد جاء النساك إلىّ مع أنى امرأة”. فقالت لهما: “أنا في الطبيعة للمرأة، لكنى في الفكر لست هكذا”.
مرشدة روحية
ذاع صيت حكمتها حتى أنها أصبحت مركزاً للحياة الروحانية، وكان كثيرون يأتون إليها لاستشارتها بعد أن يكونوا قد استناروا بآباء شيهيت ونتريا، وكل من جلس إليها عاد ممتلئاً نشوة روحية مما سمعه.
ذهب لزيارتها ذات يوم عدد من الاخوة الذين في شيهيت، وبعد التحدث إليهم قدمت لهم طبقاً من الفاكهة، واختار الاخوة الفاكهة المعطبة تاركين النضرة جانباً، وراقبتهم بابتسامة حلوة ثم قالت لهم: “من الواضح أنكم بالحقيقة شيهيتيون”. قالت الأم سارة: إذا طلبت إلى الله أن يكون الجميع مرتاحين من جهتي، فسأكون عند باب كل واحد تائبة. إلا إني سأصّلي كي يكون قلبي عفيفاً تجاه كل واحد. وقالت أيضا: يحسن للبشر أن يتصدقوا حتى ولو كان السبب إرضاء للناس، لأن الإحسان يحقق لنا إرضاء الله. بعد حياة قضتها في الجهاد الروحي المستمر انتقلت بهدوء تام في شيخوخة صالحة.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت