الولادة: –
الوفاة: 304
عدم تسليم الكتب المقدسة
إذ حدث اضطهاد شديد على المسيحيين في عهد دقلديانوس طُلب من المؤمنين أن يسلموا الكتب المقدسة لتُحرق بالنار، وقد اختار المؤمنون أن يُحرقوا هم بالنار ولا يُسلموا الكتاب المقدس للنار. وكان من بين هؤلاء الكاهن ساتورنينوس وأولاده الأربعة وخمسة وأربعون شخصاً.
سيامته كاهناً
سيم ساتورنينوس كاهناً بعد نياحة زوجته. وإذ اجتمع مع المؤمنين لخدمة سرّ الإفخارستيا ألقيَ القبض عليهم: واقتيدوا إلى قرطاجنة لمحاكمتهم أمام الوالي انولينوس. شهدت المحاكمة صورة حيّة للسباق في التمتع بإكليل الاستشهاد. وجه الوالي حديثه إلى أحد المؤمنين يُدعى ذاتيفوس حيث وجه إليه الاتهام بأنه حضر اجتماع المسيحيين مخالفاً أمر الملك. وإذ لم ينكر ذلك معلناً أنه مسيحي علقه الجند على خشبة ومزقوا جسده بمخاليب حديدية حتى ظهرت عظامه. إذ رأى تيليكا ذلك انطلق نحو الجند واعترف بأنه اشترك في الاجتماع فنال نفس العقوبة وهو شاكر الله .
تقدم رجل شريف وثني وهو أخ القديسة ناصرة التي كانت من بين المقبوض عليهم وادعى أن ذاتيفوس هو الذي أغوى أخته لتصير مسيحية وتشترك في هذه الاجتماعات. أما هي فقالت: “كلا. فإنني باختياري صرت مسيحية وبإرادتي اشتركت معهم في الاجتماعات”. سُئل الكاهن ساتورنينوس عن عقده اجتماعات للمسيحيين للصلاة مخالفاً لأمر الملك فأجاب أنه يفعل ذلك طاعة لله، فعذبوه بقسوة وأخيراً قطعوا رأسه. تقدم أميرتيوس وقال: “أنا هو الذي قدمت بيتي مكاناً للاجتماع”. وقف الحاكم في حيرة، فقد كان الكل يتسابقون في إعلان مسيحيتهم وشركتهم في الاجتماعات واحتفاظهم بالكتاب المقدس. وكان كلما شدّد العذابات تهلّل الآخرون مشتاقين إلى التمتع بالآلام من أجل إيمانهم. نذكر على سبيل المثال أن الفتاة ناصرة لاحظت أن أخاها الوثني أراد أن ينقذها من الموت، فادعى أنها مخبولة العقل، فوقفت تُعلن أنها عاقلة، وأنها لا تعرف لها أخاً لا يحفظ وصايا الله، وأنها بإرادتها حضرت الاجتماعات واحتفظت بالكتاب المقدس.
للأسف سلّم مينسوريوس الأسقف وسيشيليانوس شماسه الكتب المقدسة للحاكم، وأغواهما الشيطان على مقاومة الشهداء فوضعا جنوداً على باب السجن ومنعوا دخول الطعام حتى مات هؤلاء الشهداء جوعاً . استشهدت هذه المجموعة من الرجال والنساء والأطفال سنة 304م، إبان الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور دقلديانوس.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت