الولادة: –
الوفاة: –
هي زوجة الشريف الحارث بن كعب رئيس قبائل نجران باليمن، الذي استشهد هو وعدد غفير من المسيحيين في الاضطهاد الذي أثاره الملك ذو نواس اليهودي على المسيحيين الحميريين (اليمنيين).
بعد المذبحة التي أقامها الملك وقتل فيها الشريفات والإماء، أرسل إلى روهوم بنت أزمع الشريفة يقول لها: “إذا كفرتِ بالمسيح عشتِ وإلا مُتِّ”. فلما سمعت كلماته نزلت إلى الشارع صارخة قائلة: “اسمعن أيتها النساء النجرانيات المسيحيات رفيقاتي وغيرهن من اليهوديات والوثنيات. إنكن تعلمن أنني مسيحية وتعرفن جنسي وعشيرتي ومن أنا، وأن لي ذهباً وفضة وعبيداً وإماء وغلات ولا يعوزني شيء. والآن وقد قُتل زوجي من أجل المسيح، فإذا شئت أن أصير لرجل لا يعسر عليَّ إيجاد رجل. وأنه عندي اليوم أربعين ألف دينار في خزينتي ماعدا خزينة زوجي، وحّّليّ وجواهر وحجارة كريمة رآها البعض منكن في بيتي. وأنتن تعرفن أنه ليس للمرأة أيام فرح مثل يوم زفافها، ومنذ ذلك الحين تلازمها الضيقات والآلام، فحين تلد أولاداً تلدهم بالبكاء وحين تُحرم من ولادة أولاد تكون في ضيق وحزن، وكذلك حين تدفن أولادها. أما أنا فمنذ اليوم سأبقى في فرح أيام عرسي الأول، وهوذا بناتي الثلاث قد زينتهن للمسيح بدلاً من أزواجهن، فانظرن إليَّ: أنكن ترين وجهي مرتين أي في زفافي الأول وفي هذا الثاني أيضاً، فقد دخلت مرفوعة الجبين أمام جميعكن إلى خطيبي الأول، والآن أيضاً أذهب مرفوعة الجبين إلى المسيح ربي وإلهي وإله بناتي. وها أنا أذهب للمسيح ربي دون أن أُدنس بكفر اليهود. وليكن جمالي وذهبي وفضتي وعبيدي وإمائي وكل ما لي شهوداً بأني لم أفضل محبتها على الكفر بالمسيح. وحاشا لي أن أكفر بالمسيح إلهي الذي آمنت به واعتمدت وعمدت بناتي باسمه. وأنا أسجد لصليبه، ومن أجله أموت أنا وبناتي مثلما مات هو من أجلنا. ها أنا أترك ذهب الأرض للأرض.. وليكن دم اخوتي وأخواتي الذين قتلوا من أجل المسيح سوراً لهذه المدينة إذا ثبتت مع المسيح ربي. صلين من أجلي”. ثم خرجت روهوم من المدينة ووقفت أمام الملك وهي تمسك بناتها بيديها، ثم صاحت للملك: “إنني وبناتي مسيحيات ومن أجل المسيح نموت فاقطع رؤوسنا”. فرد عليها الملك قائلاً: “قولي فقط أن المسيح إنسان وابصقي على الصليب وامضي إلى بيتك أنت وبناتك”.
أما حفيدة الطوباوية روهوم وكانت في التاسعة من عمرها، إذ سمعت هذا الكلام ملأت فاها بصاقاً وتفلت على الملك وقالت له: “يعلم المسيح أن جدتي أشرف من أمك وعشيرتي أنبل من عشيرتك. ألا فليسد فمك أيها اليهودي القاتل ربه”. ثم أمر الملك فألقوا جدتها على الأرض ولتخويف جميع المسيحيين ذُبحت عليها هذه الفتاة، فسال دمها في فم جدتها. ثم ذُبحت ابنة الطوباوية واسمها آمه، وسال دمها أيضاً في فم أمها. ثم أقامها الملك من على الأرض وسألها: “كيف تذوقت دم ابنتيك؟” أجابته: “إني تذوقته كقربان طاهر لا عيب فيه”. فأمر الملك بقطع رأسها في الحال. وقد نالت إكليل الشهادة وابنتها وحفيدتها يوم الأحد 20 نوفمبر.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت