الولادة: –
الوفاة: –
يعتبر ديؤدورس الطرسوسى أحد مشاهير مدرسة إنطاكية التي تبنت التفسير الحرفي أو التاريخي للكتاب المقدس في مقابل التفسير الرمزي أو الروحي لمدرسة الإسكندرية.
ثقافته
نشأ في أسرة من الأشراف في إنطاكية حيث قضى أغلب حياته فيها حتى سُيم أسقفاً على طرسوس حوالي عام 379م. درس الفلسفة والعلوم الزمنية في أثينا وهناك غالباً ما التصق بباسيليوس ويوليانوس Julian الذي صار فيما بعد إمبراطوراً. عند عودته إلى وطنه ومعه صديقه فلفيانوس، الذي صار فيما بعد أسقفا على إنطاكية وهو أيضاً من أسرة نبيلة، اتجه الاثنان إلى الحياة الدينية.
مقاومته للأريوسية والوثنية
قبل أن يُسام كاهناً في إنطاكية في عهد قسطنطيوس كرّس ديؤدور وصديقه فلافيانوس حياتهما للدفاع عن الإيمان الأرثوذكسي ضد الأريوسيين.
كانا يجمعان العلمانيين (إن صح التعبير) الأرثوذكس معاً بالليل حول مقابر الشهداء يسبحون المزامير والتسابيح التي وضعاها لإلهاب قلوبهم بالغيرة الروحية. هذه الاجتماعات سندت الشعب في إيمانهم ومواجهتهم للاضطهادات. صار لهما ثقلاً في إنطاكية، ففي عام 350م إذ هددا الأسقف ليونتيوس Leontius بالانسحاب من الشركة اضطر أن يوقف آتيوس Aetius عن الشماسية. وعندما أراد يوليانوس أن يحيي الوثنية (361 – 363) هاجماه بقوة بالقلم واللسان. وتحول ديؤدور من صداقة الدراسة مع يوليانوس إلى عداوة شديدة معه. وعندما اضطهد الإمبراطور الأريوسي فالنس Valens الكنيسة عاد ديؤدور لاستلام القيادة في الدفاع عن الإيمان النيقوي، وكان في ذلك الوقت كاهناً في إنطاكية. صار ديؤدور السند القوى لميليتوس أسقف إنطاكية (عام 360) والذي حارب من أجل تثبيت الإيمان النيقوي. وفي فترات طرد الأسقف المتكررة عُهد إليه مع فلافيان بإلقاء العظات، فسند ديؤدور الشعب ضد تيارات الانحراف عن الإيمان المستقيم.
وفي الوقت الذي فيه منع فالنس الأريوسي المؤمنين أن يلتقوا معاً داخل أسوار المدينة، جمع ديؤدور شعبه في كنيسة بالمدينة القديمة جنوب أورونت Orontes. كانت الجماهير الغفيرة تقتات بطعام التعليم السليم. وعندما طُرد شعبه بالقوة من الكنيسة اجتمع بهم في إستاد gymnasium، وكان ينتقل بهم من بيتٍ إلى بيتٍ. تحدث القديس يوحنا الذهبي الفم عن عظاته هذه بأنها قيثارة تنشد سيموفونية رائعة، وبوق يحمل القوة التي بها حطّم يشوع أسوار أريحا، إذ حطم حصون المقاومين الهراطقة. كان أيضا يقيم اجتماعات خاصة في بيته، يشرح فيها الإيمان المستقيم ويفند البدع والهرطقات.
اضطهاده
أثار نشاطه القيادي العجيب ضده الاضطهاد، فكان معرضاً للخطر أكثر من مرة، واضطر أن يهرب. مرة إذ طرد من إنطاكية اصطحب أباه الروحي ميليتوس في منفاه بجيتاسا Getasa بأرمينيا، حيث التقى بالقديس باسيليوس الكبير عام 372. في رسالة القديس باسيليوس الكبير (رسالة 185) إليه تحدث عن بهجته بالكتب التي أرسلها إليه.
وقال عنها أنها مختصرة ومملوءة بالأفكار ومرتبة حسناً في عرض اعتراضات المقاومين والرد عليهم كما قال: [منهجها البسيط الطبيعي يبدو لي أنه يناسب عمل المسيحي الذي يكتب لا للدعاية عن نفسه بل للصالح العام… إني أعرف أن ذكاءك معروف تماماً… أكتب هكذا لأؤكد أنك لم ترسل عملك لمن يتملقك بل لمن يشاركك تعبك كأخ حقيقي.]
منهجه التفسيري كأحد مشاهير مدرسة إنطاكية في تفسير الكتاب المقدس
كان يرفض التفسير الرمزي لمدرسة الإسكندرية، كما يرفض المبالغة في التفسير الحرفي.
سيامته أسقفاً
إذ عاد الأسقف ميليتوس إلى إنطاكية عام 378 أقام ديؤدور أسقفاً على طرسوس ومطراناً على ولاية كيليكية.
اشترك في مجمع إنطاكية عام 379 الذي فشل في علاج الانقسام الأنطاكي، كما اشترك في المجمع المسكوني الثاني عام 381 بالقسطنطينية. في 30 يوليو 381 أصدر الإمبراطور ثيؤدوسيوس منشوراً حيث أشار إلى ديؤدور كأحد الأساقفة الأرثوذكس الشرقيين الذي له شركة في الإيمان الأرثوذكسي. إذ تنيح ميليتيوس أثناء عقد المجمع اتحد ديؤدور مع أكاكيوس أسقف Beroea في سيامة فلافيانوس أسقفاً لأنطاكية.
ديؤدور والنسطورية
يقول بعض المؤرخين القدامى أن ديؤدور مات شبعان أياماً ومجداً، تكرمه كل الكنيسة ويمتدحه رؤساؤها مثل باسيليوس الكبير وميليتس ودومنيس الأنطاكي حتى العظيم كيرلس الكبير.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت