الولادة: –
الوفاة: –
تحدث عنه كثير من الكتاب المسيحيين الأوائل، لذا رأيت الإشارة إليه للتعرف على شخصيته، وإن كانت جماعته المدعوة “الدوسيثيون” Dositheans لم تنتشر خارج السامرة، لكن كان لها اعتبارها في هذه المنطقة. من رجال القرن الأول الميلادي. وهو مؤسس فرقة غنوصية هرطوقية في فلسطين. يوجد خلط بين شخصيته والفرقة التي أوجدها. وربما يوجد أكثر من شخص يحمل نفس الاسم، وأكثر من فرقة دينية تتبع أشخاصا بذات الاسم. فحتى القرن الثاني الميلادي كان يُظن أن دونيثوس أو دوسيثوس معلم لسيمون الساحر وتلميذ له ( أع 8:9- 24)، وأنه مؤسس حركة غنوصية. مارس النسك وركز على حفظ السبت والتطهيرات بالطقوس. يُعتَبر أتباعه فرقة يهودية أكثر منها مسيحية، إذ ينظر إلى دوسيثوس أنه منافس للسيد المسيح، وليس تلميذاً له، وإن كان من الصعب التعرف على حقائق دقيقة وصادقة عن تاريخه وشخصيته.
ذُكر اسمه واسم فرقته في قائمة الهراطقة التي سجلها هجيسيبوس Hegesippus، وجاء اسمه بعد سيمون الساحر وكلوبيوس Cleobius. جاء الحديث عنه في شيء من التفصيل في الكتابات الإكليمنضية: المعـارف (8:2) والعظات الإكليمنضية (24:2)، ربما نقلت ذلك عن مقال القديس يوستين الشهيد عن الهرطقات. ففي المعارف نراه معلماً لسيمون الساحر وأكبر منه، وأنه ظهر كنبي أقامه يهوه مثل موسى.
أما العظات الإكليمنضية فجعلت من سيمون ودوسيثوس زميلين، تلميذين ليوحنا المعمدان، وقد أظهر لهما الكتاب عداءً في مواضع كثيرة. عند موت يوحنا المعمدان كان سيمون في مصر يتعلم السحر فأقيم دوسيثوس رئيساً، وإذ عاد سيمون من مصر رأى أنه من الحكمة قبول هذا الوضع. صار سيمون الساحر تلميذاً لدوسيثوس، قيل أنه طلب منه أن يضربه بعصا، وإذ ضربه عبرت العصا من جسده كأن جسده هواء وذلك بفعل سحره.
وإذ رأى أوسيثوس ذلك دُهش وترك الرئاسة لسيمون حتى مات سيمون. في موضع آخر من العظات الإكليمنضية (54:1) يظهر دوسيثوس كمؤسس لفئة الصدوقيين التي ظهرت في أيام يوحنا المعمدان. أشار أيضاً هيبوليتس الروماني إلى فرقة الدوسيثيين، فبدأ بهم في مقاله عن الهراطقة. نسب إليه هبيوليتس بجانب تأسيسه لفئة الصدوقيين رفضه للوحي للأنبياء، الأمر الذي يرفضه اليهود. لذا اعتبره هيبوليتس أنه ترك اليهود وانتسب للسامريين. وقد أشار كل من القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص (ضد الهراطقة 13) والمدعو ترتليان والقديس جيروم إلى مقال القديس هيبوليتس. أشار العلامة أوريجينوس إلى دوسيثوس عدة مرات، وأشار إلى كتبه أنها كانت متداولة في أيامه بين تلاميذه الذين كانوا يعتقدون بأن معلمهم لم يمت حقيقة.
يرى أوريجينوس أنه قد صار لدوسيثوس 30 تلميذاً، وهو يشك إن كانوا ثلاثين من الدوسيثوسين أو من السيمونيين (ضد صلسس 11:6؛ 57:1). جاء في كتابه “عن المبادئ” بأن دوسيثوس نادى بأن يبقى الإنسان على حاله إلى نهاية السبت كما بدأه. فإن بدأ السبت نائماً يبقى هكذا طول اليوم، وإن كان جالساً فلا يقوم. قال بأن هذه الفئة كانت قائمة في أيامه، وهي تحفظ السبت والختان والطقوس اليهودية، وتمتنع عن أكل المنتجات الحيوانية، وكثيرون منهم لا يمارسون العلاقات الجسدية إما نهائياً أو بعد إنجاب الأطفال. وإن كانت كل هذه الأمور غير أكيدة. قيل أن تعليم الصدوقيين بإنكار قيامة الجسد مأخوذة عن دوسيثوس. يروي القديس أبيفانيوس عن دوسيثوس أنه دخل مغارة وامتنع عن الطعام حتى مات. يوجد عمل باسم إعلان دونيثوس أُكتشف بين مخطوطات نجع حمادي، وإن كان لا يعرف بعد بالتأكيد واضعه.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت