الولادة: –
الوفاة: –
قرار بالهروب إلى عزلة الصحراء
كانت من عائلة من الإسكندرية جمعت بين الشرف والغنى، فتربّت تربية مسيحية مليئة بالمحبة ونالت نصيباً وافراً من التعليم العالي. ولأنها كانت جميلة جذابة داخلها القلق من أن تمتلئ غروراً أو أن تتسبب في عثرة الرجال، فقررت الهروب من العالم والعيشة في عزلة الصحراء مع ربها.
أمام الإمبراطور مكسيميانوس
فوجئت قبل البدء في تنفيذ قرارها بدعوة من الإمبراطور مكسيميانوس، وما أن وقعت عيناه عليها حتى جُنَّ حباً بها، وبالطبع لم يخطر على باله أن هناك شابة ترفض الزواج منه، ففاتحها لفوره برغبته.
وأصيب بذهول عنيف أمام ثورة غضبها ضد طلبه وداخله الشك في أن هذه الحدة لا يمكن أن تنشأ إلا من دافع ديني، فتحرى عن الأمر واكتشف أنها بالفعل مسيحية. ضاعف هذا الاكتشاف من رغبته في التغلب عليها، فأرسل إليها مندوبيه المرة تلو المرة يفهمونها بالأدب تارة وبالتهجم أخرى أنه ليس أمامها غير الاختيار بين عرض الإمبراطور والموت بأقسى أنواع التعذيب. ولم تكن لديها غير إجابة واحدة من البداية إلى النهاية: “إن جسدي هو هيكل للروح القدس والله ساكن فيه، ولن أدنسه إطلاقاً بالارتباط مع عابد الوثن، حتى إن كان الإمبراطور نفسه، فاذهبوا وقولوا لسيدكم أن يكف عن التحدث عن الملذات وهو يسفك دماء المسيحيين أنهاراً”.
الهروب إلى عزلة الصحراء
انتهزت دوروثيا ظلام الليل لتنفيذ قرارها فخرجت ملقية همها على الله حارسها، وصحبتها بعض خادماتها المخلصات بمحض إرادتهن وسرن بأسرع ما يمكن نحو الصحراء ليعشن في سكونها تحت ظل القدير. انتقاماً لكبريائه المجروح أصدر مكسيميانوس أمره بالقبض على عدد من عذارى الإسكندرية والإتيان بهن إلى ساحة المحاكمة، وهناك أعطاهن الاختيار بين عيشة الملذات العالمية أو التعذيب حتى الموت، فكان ردهن إجماعياً: “الموت بأية صورة هو ما نفضله على حياة الخطية”، فنلن جميعاً أكاليل الشهادة. أما دوروثيا وزميلاتها فعشن في الصحراء حيث قضت القديسة سنوات طويلة في عشرة حلوة مع ربها، اجتذبت عدداً وفيراً من العذارى عشن معها واتخذنها أماً لهن.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت