الولادة: –
الوفاة: 124
كان جيتوليوس – زوج القديسة سيمفوروزا Symphorosa- ضابطًا في الجيش الروماني أثناء حكم تراجان وهادريان الإمبراطورين. بعد إيمانه بالسيد المسيح اعتزل الجندية، وسكن في ضيعة جابي Gabii في منطقة سالين Saline بالقرب من روما. هناك عاش محاطاً بمجموعة من المسيحيين، حيث كان يعلمهم ويشجعهم. فى أحد الأيام أتى سيريالس Cerealis مندوب الإمبراطور ليعتقله بسبب إيمانه. إذ بلغ مسكن جيتوليوس دار بينهما الحوار التالي:
ألم تسمع أوامر الإمبراطور؟ ولماذا يلزم طاعة أوامر الإمبراطور؟ بلى، إخبرني ولماذا لا تُطاع؟ حسناً! لنناقش الأمر معاً. تعال يا إنسان! هات يدك ولنقدم ذبيحة للآلهة. يلزمنا أن نعبد الله، ابن الله، ملك الملوك، الذي يليق أن يطيعه الكل أكثر ممن هو مائت. ماذا، هل للَّه ابن؟ بالتأكيد إنه ذاك الذي كان وهو كائن، لأنه هو البدء. كيف أتأكد أن كلماتك صادقة؟ اثبت لي أن ابن الله هو الله.
أعرف ذلك أنه حق، لأن كلمة الله، الله ذاته تجسد ليس من إنسان، بل هو مولود من الله في أحشاء العذراء مريم وذلك بعمل الروح القدس. وقد أعلن الحق للبشر، مؤكداً هذا بآيات عجيبة كثيرة، جعل الخرس يتكلمون، والصم يسمعون، وشفى البرص. إذ طال الحديث عن شخص السيد المسيح وتأكيد أن كلمة الله المتجسد لا ينفصل عن الله، لأنه واحد مع كلمته، وأن تجسده كشف عن حب الله الفائق للبشرية، دُهش سيراليس. قدم جيتوليوس أخاه أمانتيوس Amantius الذي كان قد اختفى بسبب الاضطهاد، وكان محامياً عاماً tribune وصديقاً شخصياً لسيراليس. فرح سيرليس بلقائه مع صديقه، وتحدث جيتوليوس وأخوه مع سيراليس عن نبذ العبادة الوثنية من أجل الإيمان بالله وكلمته المتجسد يسوع المسيح. قبل سيراليس الإيمان، وعِوض رجوعه إلى روما مقيداً جيتوليوس في سلاسل، جلس عند قدميه ينصت إلى الحق الإنجيلي، وبعد قليل نال سرّ العماد وتمتع بالإفخارستيا.
إذ غاب طويلاً أرسل رؤساؤه رجلاً من البلاط يبحث عنه، فعاد إلى روما يخبرهم بأنه صار مسيحياً. حين علم الإمبراطور بتحول سيريالس ومعموديته، أمر بالقبض على الرجال الثلاثة وتقديمهم للموت ما لم يقبلوا ترك المسيحية. وإذ جاهر الثلاثة بإيمانهم بقوة أُلقوا في السجن في تيفولى لمدة سبعة وعشرين يوماً، عُذبوا أثنائها عذابات كثيرة.
أخيرا حوالي سنة 124م، استشهدوا إما بقطع رؤوسهم أو بالحرق، واستشهد معهم مسيحي آخر اسمه بريميتيفوس Primitivus. وأخذت القديسة سيمفوروزا أجسادهم ودفنتها.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت