الولادة: –
الوفاة: 460
جاء في تاريخ الكنيسة قديسات كثيرات يحملن اسم “بيلاجيا” Pelagia منهن:
1. الناسكة بيلاجيا التي تابت على يدي القديس نونيوس أسقف الرها وتزيت بزي راهب في جبل الزيتون.
2. عذراء طرسوس الشهيدة بيلاجيا، يعيد لها الغرب في 4 مايو.
3. العذراء الشهيدة بيلاجيا الأنطاكية، يعيد لها الغرب في 9 يونيو.
الناسكة بيلاجيا تسمى “المجدلية الثالثة” بعد القديسة مريم المصرية التي دعيت بـ”المجدلية الثانية”. تحولت هذه الفتاة من حياة الشر والدنس إلى الحياة التقوية النسكية بقوة إلهية فائقة. تعيد لها الكنيسة في 8 أكتوبر (تنيحت حوالي عام 460م). يصعب وصف دور بيلاجية التي عاشت في إنطاكية في القرن الخامس لا همَّ لها إلا اقتناص الرجال لممارسة الشر وتقديم كل غالٍ وثمينٍ عند قدميها. كانت تسير في شوارع المدينة بموكب، تمتطي بغلاً أبيض وترتدي ثوباً خليعاً يبرز مفاتن جسمها، خاصة وأن الله وهبها جمالاً رائعاً، استخدمته لاصطياد النفوس لحساب الشر. كانت تتزين بالجواهر الثمينة والحلي لتعلن دلالها وترفها. انعقد مجمع في إنطاكية بدعوة من بطريركها حضره مجموعة من الأساقفة من بينهم الأب نونيوس Nonnus أسقف الرُها.
وكانت المدينة كلها تتحدث عن هذه الفتاة التي حطمت نفوس الكثيرين حتى من المسيحيين. إذ جلس الأب الأسقف مع زملائه قال: “لقد سررت جداً أن أرى بيلاجية، فقد بعثها الله درساً لنا. إنها تبذل كل طاقتها لتحفظ جمالها وتمارس رقصاتها فتسر الناس، أما نحن فأقل غيرة منها في رعاية إيبارشياتنا والاهتمام بنفوسنا”.
في الليل إذ دخل الأسقف مخدعه كانت نفسه متمررة من أجل هذه المرأة التي يستخدمها العدو لغواية الكثيرين، فصار يبكي بمرارة لكي يحررها الله من هذا الأسر ويهبها خلاصاً. وفي الليل إذ نام حلم أنه يخدم ليتورجية الأفخارستيا (القداس الإلهي)، وإذا به يرتبك لاًن طائراً قبيح المنظر صار يحوم حول المذبح. وعندما صرف الشماس الموعوظين عند بدء قداس المؤمنين انطلق أيضاً الطائر، لكنه دخل إلى غرفة المعمودية عند باب الكنيسة، ثم غطس في المياه ليخرج حمامة بيضاء كالثلج انطلقت نحو السماء واختفت. في الصباح، إذ كان يوم أحد، وقف الأب الأسقف يعظ عن الدينونة الرهيبة، وإذ كانت بيلاجية حاضرة مع أنها لم تكن قد انضمت إلى صفوف الموعوظين، شعرت كأن الله يوبخها، يرسل لها كلمة وعظ شخصية فبدأت تبكي بدموعٍ مرة، وبعد العظة انطلقت إلى الأسقف تسجد لله حتى الأرض وتطلب صلاة الأسقف عنها.
عمادها
إذ رأى الكل صدق توبتها قدم لها البطريرك الأنطاكي شماسة تدعى رومانا Romana تتعهدها روحياً، وإذ نالت سرّ العماد بقيت في ثوبها الأبيض أسبوعاً كاملاً كعادة الكنيسة الأولى تمتزج دموع توبتها بفرحها الداخلي العميق من أجل غنى مراحم الله. وقد تعلقت الشماسة بها جداً رغم قلة مدة تعارفها عليها حتى لم تحتمل فراقها بعد ذلك. انطلاقها إلى أورشليم في اليوم الثامن من عمادها جاءت بكل ما تملكه وألقته عند قدميْ الأسقف نونيوس لتوزيعه على الفقراء ثم استبدلت الثوب الأبيض بمسوح، وتزيّت بزيّ رجل وانطلقت إلى أورشليم تحمل اسم “بيلاجوس”. وهناك سكنت في مغارة تمارس حياة الوحدة في جبل الزيتون، فجذبت نفوس كثيرة إلى الله بصلاتها وصمتها. لم يكتشف أحد أمرها إنما عرف الكثير فضائلها كراهب متوحد وبعد ثلاث أو أربع سنوات تنيحت، وإذ أرادوا تكفينها أدركوا أنها امرأة. عرف الأسقف نونيوس برقادها فأعلن بنفسه عن سيرتها، والحوار الذي دار بينه وبينها في لحظات توبتها، إذ كانت تلقب نفسها بحر الشر، هاوية الدنس، جوهرة الشيطان وسلاحه.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت